كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
19-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يرمي على راحلته يوم النّحر ويقول: «لتأخذوا مناسككم، فإنّي لا أدري لعلّي لا أحجّ بعد حجّتي هذه» ) * «1» .
20-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «دعوني ما تركتكم، فإنّما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه، وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم» ) * «2» .
21-* (عن العرباض بن سارية- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات يوم، ثمّ أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقال قائل: يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع، فماذا تعهد إلينا؟، فقال:
«أوصيكم بتقوى الله والسّمع والطّاعة وإن عبدا حبشيّا، فإنّه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء المهديّين الرّاشدين تمسّكوا بها، وعضّوا عليها بالنّواجذ «3» ، وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة» ) * «4» .
22-* (قال عمر- رضي الله عنه-:
«اتّهموا الرّأي على الدّين، فلقد رأيتني أردّ أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم برأيي اجتهادا، فو الله ما آلو عليه الحقّ» .
وذلك يوم أبي جندل حتّى قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«تراني أرضى وتأبى؟» ) * «5» .
23-* (عن عليّ بن أبي طالب- رضي الله عنه-: «لو كان الدّين بالرّأي لكان أسفل الخفّ أولى بالمسح من أعلاه» . وزاد أبو داود (وقد رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يمسح على ظاهر خفّيه» ) * «6» .
24-* (وعنه- رضي الله عنه- أنّه أتي بدابّة ليركبها فلمّا وضع رجله في الرّكاب، قال: «بسم الله، فلمّا استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثمّ قال:
سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ ثمّ قال: الحمد لله ثلاث مرّات، ثمّ قال: الله أكبر ثلاث مرّات، ثمّ قال: سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب إلّا أنت، ثمّ ضحك، فقيل: يا أمير المؤمنين، من أيّ شيء ضحكت؟ قال: رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فعل كما فعلت ثمّ ضحك، فقلت: يا رسول الله؛ من أيّ شيء ضحكت؟ قال: «إنّ ربّك يعجب من عبده
__________
(1) مسلم (1297) .
(2) البخاري- الفتح 13 (7288) .
(3) عضوا عليها بالنواجذ: مثل في شدة الاستمساك بأمر الدين؛ لأن العض بالنواجذ عض بجميع الفم والأسنان، والنواجذ هي أواخر الأسنان وقيل: هي التي بعد الأنياب.
(4) أبو داود (4607) واللفظ له وقال الألباني في صحيح أبي داود (3/ 871) : صحيح، الترمذي (2676) وقال: حسن صحيح، ابن ماجة (42) ، أحمد (4/ 126، 127) ، الحاكم (1/ 96/ 97) ، الدارمي (1/ 95) حديث (95) ، وقال الألباني: صحيح- صحيح الجامع (2/ 346) .
(5) الفتح (13/ 289) وعزاه الحافظ للطبري والطبراني والبيهقي في المدخل.
(6) أبو داود (162) ، وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن (13/ 289) ، أحمد (1/ 95) .
الصفحة 26
5730