كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
حصيات يكبّر مع كلّ حصاة. قال: فقيل له: إنّ أناسا يرمونها من فوقها. فقال عبد الله بن مسعود: «هذا، والّذي لا إله غيره! مقام الّذي أنزلت عليه سورة البقرة» ) * «1» .
22-* (قال ابن مسعود- رضي الله عنه-:
«قد أصبحتم على الفطرة وإنّكم ستحدثون ويحدث لكم، فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالهدى الأوّل» ) * «2» .
23-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «من سرّه أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصّلوات حيث ينادى بهنّ. فإنّ الله شرع لنبيّكم صلّى الله عليه وسلّم سنن الهدى، وإنّهنّ من سنن الهدى، ولو أنّكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلّف في بيته لتركتم سنّة نبيّكم، ولو تركتم سنّة نبيّكم لضللتم. وما من رجل يتطهّر فيحسن الطّهور ثمّ يعمد إلى مسجد من هذه المساجد، إلّا كتب الله له بكلّ خطوة يخطوها حسنة. ويرفعه بها درجة. ويحطّ عنه بها سيّئة. ولقد رأيتنا وما يتخلّف عنها إلّا منافق معلوم النّفاق. ولقد كان الرّجل يؤتى به يهادى بين الرّجلين حتّى يقام في الصّفّ» ) * «3» .
24-* (قال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- «من كان منكم مستنّا فليستنّ بمن قد مات، إنّ الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب محمّد كانوا أفضل هذه الأمّة: أبرّها قلوبا وأعمقها علما، وأقلّها تكلّفا. اختارهم الله لصحبة نبيّه ولإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتّبعوهم على أثرهم وسيرتهم فإنّهم كانوا على الهدى المستقيم» ) * «4» .
25-* (عن جبير بن نفير؛ قال: خرجت مع شرحبيل بن السّمط إلى قرية، على رأس سبعة عشر أو ثمانية عشر ميلا مع جماعة. فصلّى ركعتين.
فقلت له: فقال: رأيت عمر صلّى بذي الحليفة ركعتين، فقلت له، فقال: إنّما أفعل كما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يفعل» ) * «5» .
26-* (قال أنس بن مالك- رضي الله عنه- «أنّه سمع عمر- رضي الله عنه- يقول:
فَأَنْبَتْنا فِيها حَبًّا وَعِنَباً الآية إلى قوله: وَأَبًّا.
قال: كلّ هذا قد عرفناه فما الأبّ؟. ثمّ رمى عصا كانت في يده ثمّ قال: «هذا لعمر الله التّكلّف» .
اتّبعوا ما بيّن لكم من هذا الكتاب) * «6» .
27-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله تعالى-: «السّنّة، والّذي لا إله إلّا هو بين الغالي والجافي، فاصبروا عليها رحمكم الله، فإنّ أهل السّنّة كانوا أقلّ النّاس فيما مضى، وهم أقلّ النّاس فيما بقى:
الّذين لم يذهبوا مع أهل الإتراف في إترافهم، ولا مع أهل البدع في بدعهم، وصبروا على سنّتهم حتّى لقوا ربّهم، فكذلك إن شاء الله فكونوا» ) * «7» .
28-* (قال الحسن البصريّ- رحمه الله
__________
(1) مسلم (1296) .
(2) الفتح (13/ 267) .
(3) مسلم (654) .
(4) إغاثة اللهفان (1/ 159) .
(5) مسلم (692) .
(6) الفتح (13/ 285) وعزاه الحافظ لمسند عبد بن حميد. وأصل الحديث في البخاري 13 (7293) .
(7) إغاثة اللهفان (1/ 70) .
الصفحة 37
5730