كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
آتيك ولا آتي دينك، وإنّي كنت امرأ لا أعقل شيئا إلّا ما علّمني الله ورسوله وإنّي أسألك بوجه الله- عزّ وجلّ- بما بعثك «1» ربّك إلينا؟ قال: «بالإسلام» قال: قلت: وما آيات الإسلام، قال: «أن تقول أسلمت وجهي إلى الله- عزّ وجلّ- وتخلّيت، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، كلّ مسلم على مسلم محرّم، أخوان نصيران لا يقبل الله- عزّ وجلّ- من مشرك بعد ما أسلم عملا، أو يفارق «2» المشركين إلى المسلمين» ) * «3» .
5-* (عن يزيد بن عبد الله بن الشّخّير- رحمه الله تعالى- قال: كنّا بالمربد جلوسا، فأتى علينا رجل من أهل البادية فلمّا رأيناه قلنا: كأنّ هذا رجل ليس من أهل البلد، قال: أجل، فإذا معه كتاب في قطعة أديم، وربّما قال: في قطعة جراب، فقال: هذا كتاب كتبه لى رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فإذا فيه: «بسم الله الرّحمن الرّحيم، هذا كتاب من محمّد النّبيّ صلى الله عليه وسلّم لبني زهير بن أقيش- وهم حيّ من عكل- إنّكم إن أقمتم الصّلاة وآتيتم الزّكاة، وفارقتم المشركين، وأعطيتم الخمس من المغنم، ثمّ سهم النّبيّ والصّفيّ» ، وربّما قال: «وصفيّه، فأنتم آمنون بأمان الله تبارك وتعالى وأمان رسوله) * «4» .
6-* (عن ابن عمر- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «بعثت بالسّيف حتّى يعبد الله لا شريك له، وجعل رزقي تحت ظلّ رمحي، وجعل الذّلّة والصّغار على من خالف أمرى، ومن تشبّه بقوم فهو منهم» ) * «5» .
7-* (عن جرير بن عبد الله البجليّ- رضي الله عنه أنّه قال: قلت: يا رسول الله اشترط عليّ فقال:
«تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتصلّي المكتوبة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتنصح للمسلم، وتبرأ من الكافر» ) * «6» .
__________
(1) بما بعثك ربك: هكذا هي موجودة في الأصل «بما» بإثبات الألف، والقاعدة تقضي بحذف الألف إذا اقترنت «ما» الاستفهامية بحرف الجر.
(2) أو يفارق: أي إلى أن يفارق. والفعل المضارع منصوب بعد أو.
(3) النسائي (5/ 82- 83) ، وابن ماجه بعضه (2536) وذكره الألباني في الأرواء (5/ 32) ، وقال: صحيح وكذا محقق جامع الأصول وقال: حسن (1/ 234) .
(4) أحمد (5/ 78) واللفظ له، سنن البيهقي (6/ 303) ، وذكره الألباني في الإرواء (5/ 32) وقال: صحيح.
(5) أبو داود (4031) مختصر على الأخير، أحمد (2/ 50) واللفظ له وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح (7/ 121) رقم (5114) ، وذكره ابن تيمية في الاقتضاء وقال: إسناده جيد 1/ 236) ، وعزاه كذلك لأبي يعلى كما في (ص 239) ، وقال الحافظ في الفتح: له شاهد مرسل حسن عند ابن أبي شيبة (6/ 98) ، وقال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد وفيه عبد الرحمن بن ثابت وثقه ابن المديني وغيره، وضعفه أحمد وغيره وبقية رجاله ثقات (6/ 49) .
(6) النسائي (7/ 148) ، أحمد (4/ 357) واللفظ له، سنن البيهقي (9/ 13) وقال الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 230) رقم (636) : إسناده صحيح.