كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
قال أبو سعيد الخدريّ لأبي هريرة- رضي الله عنهما- إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «قال الله: لك ذلك وعشرة أمثاله» قال أبو هريرة: لم أحفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلّم إلّا قوله «لك ذلك ومثله معه» قال أبو سعيد الخدريّ: إنّي سمعته يقول: «ذلك لك وعشرة أمثاله) * «1» .
12-* (عن زيد بن ثابت- رضي الله عنهما- أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلّم خرج إلى أحد. فرجع ناس ممّن كان معه.
فكان أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلّم فيهم فرقتين. قال بعضهم:
نقتلهم. وقال بعضهم: لا. فنزلت: فَما لَكُمْ فِي الْمُنافِقِينَ فِئَتَيْنِ (النساء: 88) * «2» .
13-* (عن العلاء بن عبد الرّحمن، أنّه دخل على أنس بن مالك في داره بالبصرة. حين انصرف من الظّهر. وداره بجنب المسجد. فلمّا دخلنا عليه قال:
أصلّيتم العصر؟ فقلنا له: إنّما انصرفنا السّاعة من الظّهر. قال: فصلّوا العصر. فقمنا فصلّينا. فلمّا انصرفنا قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «تلك صلاة المنافق. يجلس يرقب الشّمس. حتّى إذا كانت بين قرني الشّيطان. قام فنقرها «3» أربعا. لا يذكر الله فيها إلّا قليلا» ) * «4» .
14-* (عن عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما- أنّه لقي ناسا خرجوا من عند مروان، فقال:
من أين جاء هؤلاء؟ قالوا: خرجنا من عند الأمير مروان، قال: وكلّ حقّ رأيتموه تكلّمتم به وأعنتم عليه، وكلّ منكر رأيتموه أنكرتموه ورددتموه عليه؟ قالوا: لا والله، بل يقول ما ينكر، فنقول: قد أصبت أصلحك الله. فإذا خرجنا من عنده قلنا: قاتله الله، ما أظلمه! وأفجره! قال عبد الله: كنّا بعهد رسول الله صلى الله عليه وسلّم نعدّ هذا نفاقا لمن كان هكذا) * «5» .
15-* (عن عليّ- رضي الله عنه- قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنا والزّبير والمقداد. فقال: «انطلقوا حتّى تأتوا روضة خاخ «6» ، فإنّ بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها. قال فانطلقنا تعادى بنا خيلنا حتّى أتينا الرّوضة، فإذا نحن بالظّعينة. قلنا لها: أخرجي الكتاب، قالت:
ما معي كتاب. فقلنا: لتخرجنّ الكتاب أو لنلقينّ الثّياب. قال فأخرجته من عقاصها «7» ، فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة- إلى ناس بمكّة من المشركين- يخبرهم ببعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: يا حاطب، ما هذا؟ قال يا رسول الله، لا تعجل عليّ، إنّي كنت امرأ ملصقا في قريش- يقول: كنت حليفا، ولم أكن من أنفسها- وكان من معك من المهاجرين من لهم بها قرابات يحمون أهليهم وأموالهم، فأحببت إذا فاتني ذلك من النّسب فيهم أن أتّخذ عندهم يدا يحمون قرابتي،
__________
(1) البخاري- الفتح 2 (806) ، واللفظ له ومسلم (182) .
(2) البخاري- الفتح 8 (4589) ، ومسلم (2776) واللفظ لمسلم.
(3) فنقرها: المراد بالنقر سرعة الحركات.
(4) مسلم (622) .
(5) مسند أحمد بتحقيق أحمد شاكر (7/ 5373) وقال محققه: إسناده صحيح وأصله عند البخاري.
(6) روضة خاخ: موضع بين الحرمين.
(7) عقاصها: شعرها أو ضفائر شعرها.