كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
ثمّ لم يحسمهم «1» حتّى ماتوا) * «2» .
12-* (عن زيد بن خالد الجهنيّ- رضي الله عنه- قال: صلّى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم صلاة الصّبح بالحديبية في إثر السّماء كانت من اللّيل فلمّا انصرف أقبل على النّاس فقال: «هل تدرون ماذا قال ربّكم؟» قالوا:
الله ورسوله أعلم، قال: قال: «أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأمّا من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي وكافر بالكوكب، وأمّا من قال: مطرنا بنوء «3» كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب» ) * «4» .
13-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «كلّ مولود يولد على الفطرة حتّى يعرب عنه لسانه، فإذا أعرب عنه لسانه إمّا شاكرا وإمّا كفورا» ) * «5» .
14-* (عن جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من أعطي عطاء فوجد فليجز به، ومن لم يجد فليثن فإنّ من أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلّى بما لم يعطه كان كلابس ثوبي زور» ) * «6» .
15-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «من تعلّم الرّمي ثمّ نسيه فهي نعمة جحدها» ) * «7» .
16-* (عن النّعمان بن بشير- رضي الله عنهما- أنّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم على المنبر: «من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر النّاس لم يشكر الله، التّحدّث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب» ) * «8» .
17-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّه قال: قالوا يا رسول الله، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ قال:
«هل تضارّون في رؤية الشّمس في الظّهيرة ليست في سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فهل تضارّون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة؟» قالوا: لا. قال: «فو الّذي نفسي بيده لا تضارّون في رؤية ربّكم إلّا كما تضارّون في رؤية أحدهما» . قال: فيلقى العبد فيقول:
أي فل «9» ، ألم أكرمك، وأسوّدك، وأزوّجك، وأسخّر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع «10» ؟ فيقول: بلى، قال: فيقول: أفظننت أنّك ملاقيّ؟ فيقول: لا. فيقول:
__________
(1) لم يحسمهم: أي لم يكوهم، والحسم كي العرق بالنار لينقطع الدم.
(2) البخاري- 12 (6802) واللفظ له. ومسلم (1671) .
(3) ناء النجم: سقط النجم أو طلع.
(4) البخاري- الفتح 7 (4147) . ومسلم (71) واللفظ له.
(5) أحمد (3/ 353) ، وقال الهيثمي (7/ 218) : فيه أبو جعفر الرازي وهو ثقة وفيه خلاف، وبقية رجاله ثقات.
(6) أبو داود (4813) وقال الألباني: حسن (3/ 914) . والترمذي (2034) واللفظ له. وقال: حديث حسن غريب. وذكره في المشكاة (2/ 911) . وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية: حديث حسن (1/ 313) .
(7) ذكره المنذري في الترغيب والترهيب (2/ 282) . وقال: رواه البزار والطبراني في الصغير والأوسط بإسناد حسن.
(8) أحمد (4/ 278) ، وقال الألباني في الصحيحة (2/ 272) : حسن.
(9) أي فل: أي يا فلان.
(10) ترأس وتربع: أي تأخذ ربع أموال القوم، والمراد أنك رئيس أو المراد: تركتك مستريحا لا تحتاج إلى مشقة وتعب.