كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
الحاصل من مخالطة الفسّاق وأهل الخبث واللّؤم لأنّ من عادتهم السّبّ «1» .
حكم الهجاء:
عدّ ابن حجر من الكبائر الشّعر المشتمل على هجو المسلم، ولو بصدق، وكذا إن اشتمل على فحش أو كذب فاحش. وتردّ شهادة الهاجي لفسقه، وقد صرّح بذلك بعض العلماء فقال: إن هجا مسلما فسق، أو ذمّيّا فلا بأس، وقال آخر: إذا آذى في شعره بأن هجا المسلمين أو رجلا مسلما فسق به لأنّ إيذاء المسلم محرّم، ويستوي في ذلك قليل الهجاء وكثيره لأنّ الشّعر يحفظ ويعلق بالأذهان ويعاود فيبقى على الأعصار والدّهور بخلاف النّثر، وكما يحرم الهجو يحرم إنشاده أيضا، ولكن ليس إثم حاكي الهجو كإثم منشده «2» .
هجاء الكافر والفاسق:
أطلق كثير من العلماء جواز هجو الكافر مستدلّين بأمره صلى الله عليه وسلّم لحسّان- رضي الله عنه- بهجو المشركين. وألحق الغزاليّ وتبعه جمع من العلماء بالكفّار المبتدعين حيث يجوز هجوهم ببدعتهم، ولكن لمقصد شرعيّ كالتّحذير من هذه البدعة، ويجوز أيضا هجو المرتدّ بخلاف الفاسق، فإنّه لا يجوز هجاؤه، وإلّا بما تجاهر به من فسق فقط لجواز غيبته به، ولقصد زجره «3» .
[للاستزادة: انظر صفات: الافتراء- انتهاك الحرمات- البغض- التحقير- السخط- اللغو- الكذب- الخبث- القذف- الإساءة- إفشاء السر السخرية- الاستهزاء.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: الثناء- الحمد- الشكر- الكلم الطيب- تعظيم الحرمات- التقوى حسن الخلق- تكريم الإنسان] .
__________
(1) إحياء علوم الدين (3/ 121) .
(2) الزواجر (663) (بتلخيص وتصرف) .
(3) بتلخيص وتصرف عن الزواجر (665، 666) .
الصفحة 5673
5730