كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
الأحاديث الواردة في ذمّ (هجر القرآن) معنى
1-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: «إنّ أصغر البيوت بيت ليس فيه من كتاب الله شيء، فاقرؤوا القرآن فإنّكم تؤجرون عليه. بكلّ حرف عشر حسنات، أما إنّي لا أقول الم، ولكنّي أقول ألف، ولام، وميم» ) * «1» .
2-* (عن ابن عبّاس- رضي الله عنهما- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الّذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب» ) * «2» .
3-* (عن عمران بن حصين- رضي الله عنهما- أنّه مرّ على قاصّ يقرأ، ثمّ سأل، فاسترجع ثمّ قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «من قرأ القرآن، فليسأل الله به، فإنّه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به النّاس» ) * «3» .
4-* (عن زيد بن وهب الجهنيّ، أنّه كان في الجيش الّذين كانوا مع عليّ- رضي الله عنه- الّذين ساروا إلى الخوارج. فقال عليّ- رضي الله عنه-: أيّها النّاس، إنّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «يخرج قوم من أمّتي يقرؤون القرآن، ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء، يقرؤون القرآن يحسبون أنّه لهم وهو عليهم، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم «4» يمرقون من الإسلام كما يمرق السّهم من الرّميّة» . لو يعلم الجيش الّذين يصيبونهم، ما قضي لهم على لسان نبيّهم صلّى الله عليه وسلّم، لا تّكلوا عن العمل، وآية ذلك أنّ فيهم رجلا له عضد، وليس له ذراع، على رأس عضده مثل حلمة الثّدي، عليه شعرات بيض، فتذهبون إلى معاوية وأهل الشّام وتتركون هؤلاء يخلفونكم في ذراريكم وأموالكم، والله، إنّي لأرجو أن يكونوا هؤلاء القوم، فإنّهم قد سفكوا الدّم الحرام، وأغاروا في سرح النّاس «5» ، فسيروا على اسم الله.
قال سلمة بن كهيل: فنزّلني زيد بن وهب منزلا «6» حتّى قال: مررنا على قنطرة، فلمّا التقينا وعلى
__________
(1) الترمذي (2910) نحوه، وقال: حسن صحيح، والمنذري في الترغيب والترهيب (2/ 359) ، وقال: رواه الحاكم موقوفا (1/ 566) ومرفوعا واللفظ له، ووافقه الذهبي وقال: رفعه بعضهم.
(2) أحمد (1947) ، والترمذي (2913) واللفظ له، وقال: حسن صحيح، والحاكم (1/ 544) ، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح (3/ 290) ، والترغيب والترهيب (2/ 359) .
(3) أخرجه الترمذي (2917) ، وقال: حديث حسن، ينظر في الصحيحة (257) وأورده السيوطي في الجامع الصغير وحسن إسناده الشيخ الألباني (6343) .
(4) لا تجاوز صلاتهم تراقيهم: المراد بالصلاة هنا، القراءة، لأنها جزؤها.
(5) وأغاروا في سرح الناس: السرح والسارح والسارحة الماشية، أي أغاروا على مواشيهم السائمة.
(6) فنزلني زيد بن وهب منزلا: هكذا هو في معظم النسخ، منزلا مرة واحدة، وفي نادر منها، منزلا منزلا، مرتين، وهو وجه الكلام، أي ذكر لي مراحلهم بالجيش منزلا منزلا حتى بلغ القنطرة التي كان القتال عندها.
الصفحة 5695
5730