كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)

ريحا» ) * «1» .
8-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إنّ الله تجاوز لأمّتي ما حدّثت به أنفسها «2» ما لم يتكلّموا أو يعملوا به» ) * «3» .
9-* (عن عائشة زوج النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم خرج من عندها ليلا، قالت: فغرت عليه فجاء فرأى ما أصنع، فقال: «مالك؟ يا عائشة، أغرت؟» فقلت: وما لي لا يغار مثلي على مثلك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «أقد جاءك شيطانك؟» قالت: يا رسول الله، أو معي شيطان؟ قال: «نعم» قلت: ومع كلّ إنسان؟
قال: «نعم» قلت: ومعك يا رسول الله، قال: «نعم، ولكنّ ربّي أعانني عليه حتّى أسلم» ) * «4» .
10-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قام فصلّى صلاة الصّبح وهو خلفه فالتبست عليه القراءة. فلمّا فرغ من صلاته قال:
«لو رأيتموني وإبليس فأهويت بيدي فما زلت أخنقه حتّى وجدت برد لعابه بين أصبعيّ هاتين، الإبهام والّتي تليها، ولولا دعوة أخي سليمان لأصبح مربوطا بسارية من سواري المسجد، يتلاعب به صبيان المدينة» ) * «5» .
11-* (عن جابر- رضي الله عنه- قال:
سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّيطان قد أيس أن يعبده المصلّون في جزيرة العرب، ولكن في التّحريش بينهم «6» » ) * «7» .
12-* (عن سبرة بن أبي فاكه- رضي الله عنه- قال: سمعت النّبيّ صلى الله عليه وسلّم يقول: «إنّ الشّيطان قعد «8» لابن آدم بأطرقه، قعد في طريق الإسلام، فقال: تسلم وتذر دينك ودين آبائك وآباء آبائك؟
فعصاه وأسلم، وقعد له بطريق الهجرة، فقال: تهاجر وتذر أرضك وسماءك؟ وإنّما مثل المهاجر كمثل الفرس في الطّول «9» ، فعصاه فهاجر، ثمّ قعد له بطريق الجهاد، فقال: تجاهد؟ فهو جهد النّفس
__________
(1) الهيثمي في المجمع (1/ 242) وقال: رواه أحمد وهو عند أبي داود باختصار ورجال أحمد رجال الصحيح.
(2) قال النووي ضبط العلماء أنفسها بالنصب والرفع، وهما ظاهران، إلا أن النصب أظهر وأشهر، قال القاضي عياض: أنفسها بالنصب ويدل عليه قوله: إن أحدنا يحدث نفسه، قيل: وأهل اللغة يقولون أنفسها بالرفع يريدون بغير اختيارها، قال تعالى: وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ (ق/ 16) .
(3) البخاري. الفتح 5 (2528) ، مسلم (127) واللفظ له.
(4) مسلم (2815) .
(5) أحمد (3/ 82) والهيثمي في المجمع (2/ 87) واللفظ له وقال: رواه أحمد ورجاله ثقات.
(6) ولكن في التحريش بينهم: أي ولكنه يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن وغيرها.
(7) مسلم (2812) .
(8) إن الشيطان قعد: قد جاء في لفظ الحديث، قال: «قعد الشيطان لابن آدم بأطرقه» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما «أطرق» في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفعله في جمع فعيل، فقد جاء كثيرا، قالوا: رغيف وأرغفة، وجريب وأجربة، وكثيب وأكثبة، وسرير وأسرة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يجىء إلا فيما كان مؤنثا نحو: يمين وأيمن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال: طريق وأطرق، فيجوز، فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى.
(9) الطول: الحبل الطويل تربط به الفرس لترعى.

الصفحة 5705