كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)

التوهم بين المدح والذم:
جعل الرّاغب جودة التّوهّم من توابع العقل عندما قال- رحمه الله-: العقل إذا أشرق في الإنسان يحصل عنه العلم والمعرفة والدّراية والحكمة، كما يحصل عنه الذّكاء، والذّهن، والفهم، والفطنة، وجودة الخاطر، وجودة التّوهّم، والتّخيّل، والبديهة ... » «1»
ومن هنا يكون التّوهّم أو الوهم أمرا محمودا فإذا كان التّوهّم سيّئا كان صادرا عن الهوى لا عن العقل، ومن ثمّ يكون مذموما، أمّا الوهم بمعنى النّسيان أو التّرك لما لا ينبغي تركه فإنّه لا يوصف بمدح أو ذمّ لأنّه لا حيلة للإنسان فيه، ويدخل في عموم قوله صلى الله عليه وسلّم «رفع عن أمّتي الخطأ والنّسيان وما استكرهوا عليه» .
[للاستزادة: انظر صفات: الشك- الوسوسة سوء الظن- القلق.
وفي ضد ذلك: انظر صفات: اليقين- حسن الظن- التوكل- الطمأنينة- السكينة] .
__________
(1) الذريعة (183) .

الصفحة 5712