كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)

تكفّر عنّي خطاياي؟. فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
«نعم، إن قتلت في سبيل الله وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر» . ثمّ قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «كيف قلت» ، قال: أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفّر عنّي خطاياي؟. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «نعم، وأنت صابر محتسب مقبل غير مدبر، إلّا الدّين، فإنّ جبريل عليه السّلام قال لي ذلك» ) * «1» .
8-* (عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ الله لا يرضى لعبده المؤمن إذا ذهب بصفيّه «2» من أهل الأرض فصبر واحتسب، وقال ما أمر به بثواب دون الجنّة» ) * «3»
9-* (عن أبيّ بن كعب- رضي الله عنه- قال: كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تخطئه الصّلاة مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال:
فتوجّعنا له. فقلت له: يا فلان لو أنّك اشتريت حمارا يقيك من الرّمضاء، ويقيك من هوامّ الأرض. قال:
أما والله! ما أحبّ أنّ بيتي مطنّب «4» ببيت محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال: فحملت به حملا «5» حتّى أتيت نبيّ الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبرته. قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك، وذكر له أنّه يرجو في أثره «6» الأجر، فقال له النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ لك ما احتسبت» ) * «7» .
10-* (عن أبي أمامة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله سبحانه: ابن آدم! إن صبرت واحتسبت عند الصّدمة الأولى، لم أرض لك ثوابا دون الجنّة» ) * «8» .
11-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدّنيا ثمّ احتسبه إلّا الجنّة» ) * «9» .
12-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: لم يتكلّم في المهد إلّا ثلاثة: عيسى ابن مريم. وصاحب جريج. وكان جريج رجلا عابدا.
فاتّخذ صومعة. فكان فيها. فأتته أمّه وهو يصلّي فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ! أمّي وصلاتي. فأقبل على صلاته فانصرفت. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي. فقالت: يا جريج! فقال: يا ربّ أمّي وصلاتي.
فأقبل على صلاته. فلمّا كان من الغد أتته وهو يصلّي.
فقالت: يا جريج! فقال: أي ربّ! أمّي وصلاتي فأقبل على صلاته. فقالت: اللهمّ لا تمته حتّى ينظر إلى وجوه
__________
(1) مسلم (1885) .
(2) صفيه: خليله وصديقه.
(3) النسائي (4/ 23) ، وقال محقق جامع الأصول (6/ 434) : إسناده حسن.
(4) مطنّب ببيت محمد: أي مشدود بالأطناب أي ما أحب أن يكون بيتي إلى جانب بيته لأني أحتسب عند الله كثرة خطاي من بيتي إلى المسجد (النهاية 3/ 140) .
(5) فحملت به حملا: معناه إنه عظم علي وثقل واستعظمته لبشاعة لفظه وهمّني ذلك، وليس المراد الحمل على الظهر.
(6) في أثره: أي في ممشاه.
(7) مسلم (663) .
(8) ابن ماجه (1597) ، وفي الزوائد: إسناد حديث أبي أمامة صحيح ورجاله ثقات.
(9) البخاري- الفتح 11 (6424) .

الصفحة 61