كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
«لقد احتظرت «1» بحظار شديد من النّار» ) * «2» .
15-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- قال: دخلت أسماء بنت عميس، وهي ممّن قدم معنا، على حفصة زوج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النّجاشيّ فيمن هاجر إليه، فدخل عمر على حفصة، وأسماء عندها، فقال عمر حين رأى أسماء: من هذه؟. قالت: أسماء بنت عميس. قال عمر: الحبشيّة هذه؟ البحريّة هذه؟. فقالت أسماء:
نعم. فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحقّ برسول الله صلّى الله عليه وسلّم منكم، فغضبت. وقالت كلمة:
كذبت يا عمر، كلّا والله كنتم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم. وكنّا في دار، أو في أرض البعداء البغضاء في الحبشة وذلك في الله وفي رسوله وأيم الله «3» لا أطعم طعاما ولا أشرب شرابا حتّى أذكر ما قلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ونحن كنّا نؤذى ونخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأسأله.
ووالله لا أكذب ولا أزيغ ولا أزيد على ذلك. قال:
فلمّا جاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: يا نبيّ الله إنّ عمر قال كذا وكذا، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ليس بأحقّ بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السّفينة هجرتان» . قالت: فلقد رأيت أبا موسى وأصحاب السّفينة يأتوني أرسالا «4» يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدّنيا شيء هم به أفرح ولا أعظم في أنفسهم ممّا قال لهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم) * «5» .
16-* (عن صهيب- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن؟ إن أصابته سرّاء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له» ) * «6» .
17-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قالت النّساء للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: غلبنا عليك الرّجال، فاجعل لنا يوما من نفسك. فوعدهنّ يوما لقيهنّ فيه فوعظهنّ وأمرهنّ، فكان فيما قال لهنّ: «ما منكنّ امرأة تقدّم ثلاثة من ولدها إلّا كان لها حجابا من النّار» .
فقالت امرأة: واثنين؟. فقال: «واثنين» ) * «7» .
18-* (عن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلّا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النّار سبعين خريفا» ) * «8» .
19-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فتمسّه النّار إلّا تحلّة القسم «9» » ) * «10» .
20-* (عن أمّ سلمة- رضي الله عنهما- قالت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: «ما من مسلم
__________
(1) احتظرت: أي امتنعت بمانع وثيق.
(2) مسلم (2636) .
(3) وأيم الله، من ألفاظ القسم وأصلها أيمن الله ثم حذفت النون، تخفيفا لكثرة الاستعمال وأصل الجملة وأيمن الله قسمي ثم حذف الخبر.
(4) أرسالا: أفواجا.
(5) البخاري- الفتح 7 (3136) ، ومسلم (2503) واللفظ له.
(6) مسلم (2999) .
(7) البخاري- الفتح 1 (101) واللفظ له، ومسلم (2633) .
(8) البخاري- الفتح 6 (2840) ، مسلم (1153) .
(9) إلا تحلة القسم: أي ما ينحل به القسم وهو اليمين. وتحلة القسم هي تحلة قوله تعالى وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها (مريم: 71) ، والقسم قوله تعالى فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّياطِينَ (مريم: 68) .
(10) البخاري- الفتح 3 (1251) ، ومسلم (2632) واللفظ له.
الصفحة 63
5730