كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)

الإحسان
الإحسان لغة:
ضدّ الإساءة، ورجل محسن ومحسان، الأخيرة عن سيبويه.
والمحاسن في الأعمال: ضدّ المساويء. وقوله تعالى وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ (الرعد/ 22) ، أي يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سيّء غيرهم.
وحسّنت الشّيء تحسينا: زيّنته، وأحسنت إليه وبه، وروى الأزهريّ عن أبي الهيثم أنّه قال في قوله تعالى في قصّة يوسف، على نبيّنا وعليه الصّلاة والسّلام: وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ (يوسف/ 100) أي قد أحسن إليّ «1» .
الإحسان اصطلاحا:
يختلف معنى الإحسان اصطلاحا باختلاف السّياق الّذي يرد فيه، فإذا اقترن بالإيمان والإسلام كان المراد به: الإشارة إلى المراقبة وحسن الطّاعة، وقد فسّره النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بذلك عند ما سأله جبريل: ما الإحسان؟ فقال: «الإحسان أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك..»
أمّا إذا ورد «الإحسان» مطلقا فإنّ المراد به
الآيات/ الأحاديث/ الآثار
66/ 29/ 6
فعل ما هو حسن، والحسن وصف مشتقّ من الحسن الّذي يراد به اصطلاحا- فيما يقول الجرجانيّ:
«ما يكون متعلّق المدح في العاجل والثّواب في الآجل» «2» ، وذهب التّهانويّ إلى أنّ لفظ الحسن يطلق ويراد به- اصطلاحا- واحد من أمور ثلاثة:
الأوّل: كون الشّيء ملائما للطّبع وضدّه القبح بمعنى كونه منافرا له.
الثّاني: كون الشّيء صفة كمال وضدّه القبح وهو كونه صفة نقصان وذلك مثل العلم والجهل.
الثّالث: كون الشّيء متعلّق المدح وضدّه القبح بمعنى كونه متعلّق الذّمّ.
وقال المناويّ: الإحسان إسلام ظاهر، يقيمه إيمان باطن، يكمّله إحسان شهوديّ. وقال الرّاغب:
الإحسان: فعل ما ينبغي فعله من المعروف، وهو ضربان: أحدهما: الإنعام على الغير، والثّاني الإحسان في فعله وذلك إذا علم علما محمودا، وعمل عملا حسنا، ومنه قول عليّ- رضي الله عنه-: النّاس أبناء ما يحسنون. أي منسوبون إلى ما يعلمون ويعملون.
وقال الكفويّ: الإحسان: هو فعل (الإنسان) ما ينفع غيره بحيث يصير الغير حسنا به، كإطعام
__________
(1) لسان العرب (باختصار وتصرف) ج 1 ص 877 وما بعدها (ط. دار المعارف) .
(2) التعريفات للجرجاني (91) .

الصفحة 67