كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
7-* (عن عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- قال: قال رجل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: كيف لي أن أعلم إذا أحسنت وإذا أسأت؟ قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «إذا سمعت جيرانك يقولون: أن قد أحسنت فقد أحسنت. وإذا سمعتهم يقولون: قد أسأت، فقد أسأت» ) * «1» .
8-* (عن ابن مسعود- رضي الله عنه- قال:
قال رجل: يا رسول الله، أنؤاخذ بما عملنا في الجاهليّة، قال: «من أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهليّة، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأوّل والآخر» ) * «2» .
9-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بارزا يوما للنّاس فأتاه رجل فقال: ما الإيمان؟ قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وبلقائه وبرسله وتؤمن بالبعث» . قال: ما الإسلام؟ قال:
«الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به، وتقيم الصّلاة، وتؤدّي الزّكاة المفروضة، وتصوم رمضان» . قال: ما الإحسان؟ قال: «أن تعبد الله كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك» ، قال: متى السّاعة؟ قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربّتها. وإذا تطاول رعاة الإبل البهم «3» في البنيان، في خمس «4» لا يعلمهنّ إلّا الله، ثمّ تلا النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قول الله إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» الآية (لقمان/ 34) ، ثمّ أدبر، فقال: «ردّوه» فلم يروا شيئا. فقال: «هذا جبريل جاء يعلّم النّاس دينهم» ) * «5» .
10-* (عن عقبة بن عامر- رضي الله عنه- قال: كانت علينا رعاية الإبل، فجاءت نوبتي فروّحتها بعشيّ «6» . فأدركت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قائما يحدّث النّاس، فأدركت من قوله: «ما من مسلم يتوضّأ فيحسن وضوءه. ثمّ يقوم فيصلّي ركعتين. مقبل عليهما بقلبه ووجهه. إلّا وجبت له الجنّة» قال: فقلت: ما أجود هذه! فإذا قائل بين يديّ يقول: الّتي قبلها أجود. فنظرت فإذا عمر. قال: إنّي قد رأيتك جئت آنفا «7» . قال: «ما منكم من أحد يتوضّأ فيبلغ (أو يسبغ) «8» الوضوء ثمّ يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبد الله ورسوله إلّا فتحت له أبواب الجنّة الثّمانية يدخل من أيّها شاء» ) * «9» .
11-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم «لا يدخل أحد الجنّة إلّا أري مقعده من النّار لو أساء ليزداد شكرا، ولا يدخل النّار أحد إلّا أري مقعده من الجنّة لو أحسن ليكون
__________
(1) ابن ماجة (4223) ، وفي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
(2) البخاري- الفتح 12 (6921) واللفظ له، مسلم (120) .
(3) رعاة الإبل البهم: يجوز ضم الميم على أنها صفة الرعاة ويجوز كسرها على أنها صفة للإبل، وهي الإبل السود وهي شر الألوان عندهم وإذا كان المراد الرعاة، فإن وصفهم بالبهم إما لأنهم مجهولو الأنساب وإما لأنهم لا يملكون شيئا ويرعون لغيرهم.
(4) في خمس: أي علم وقت الساعة داخل في جملة خمس وحذف متعلق الجار سائغ كما في قوله تعالى فِي تِسْعِ آياتٍ أي اذهب إلى فرعون بهذه الآية في جملة تسع آيات.
(5) البخاري- الفتح 1 (50) واللفظ له، ومسلم (9) .
(6) روّحتها بعشيّ: أي رجعت بها وقت العشيّ وهو ما بعد الزوال إلى المغرب، وقيل: العشي من زوال الشمس إلى الصباح.
(7) آنفا: أي قريبا.
(8) فيبلغ (أو يسبغ) : أي يتمه ويكمله فيوصله مواضعه على الوجه المسنون.
(9) مسلم (234) .
الصفحة 84
5730