كتاب نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم (اسم الجزء: 2-11)
المهاجرين والأنصار أن يعقلوا معاقلهم «1» ، وأن يفدوا عانيهم «2» بالمعروف، والإصلاح بين المسلمين» ) * «3» .
19-* (عن أبي الزّبير قال: سمعت جابر بن عبد الله- رضي الله عنهما- سئل عن ركوب الهدي فقال: سمعت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: «اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتّى تجد ظهرا «4» » ) * «5» .
20-* (عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «بينما رجل، يمشي بطريق، وجد غصن شوك على الطّريق، فأخّره. فشكر الله له، فغفر له» وقال: «الشّهداء خمسة: المطعون «6» ، والمبطون»
، والغرق، وصاحب الهدم، والشّهيد في سبيل الله- عزّ وجلّ-» ) * «8» .
21-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- قال:
قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «تلقّت الملائكة روح رجل ممّن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئا؟ قال: لا.
قالوا: تذكّر. قال: كنت أداين النّاس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر «9» ويتجوّزوا عن الموسر. قال: قال الله عزّ وجلّ-: «تجوّزوا عنه» ) * «10» .
22-* (عن عائشة- رضي الله عنها- قالت:
سمع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صوت خصوم بالباب، عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر ويسترفقه في شيء. وهو يقول: والله لا أفعل. فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهما، فقال: «أين المتألّي على الله «11» لا يفعل المعروف؟» قال: أنا يا رسول الله، فله أيّ ذلك أحبّ) * «12» .
23-* (عن أبي موسى الأشعريّ- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «على كلّ مسلم صدقة» قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: «يعتمل بيديه «13» فينفع نفسه ويتصدّق» قال: قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يعين ذا الحاجة الملهوف» قال: قيل له: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: «يأمر بالمعروف أو الخير» قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: «يمسك عن الشّرّ، فإنّها صدقة» ) * «14» .
24-* (عن حذيفة- رضي الله عنه- عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: «كلّ معروف صدقة» ) * «15» .
25-* (عن أبي ذرّ- رضي الله عنه- قال:
قال لي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: «لا تحقرنّ من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق «16» » ) * «17» .
__________
(1) يعقلون معاقلهم: أي يكونون على ما كانوا عليه من أخذ الديات وإعطائها والمعاقل الديات جمع معقلة. (انظر النهاية 3/ 279) .
(2) العاني: الأسير.
(3) أحمد في المسند (2443) وقال محققه: إسناده صحيح وابن كثير في تاريخه (3/ 224) وقال: تفرد به الإمام أحمد
(4) ظهرا: أي مركبا.
(5) مسلم (1324) .
(6) المطعون: الذي يموت في الطاعون.
(7) المبطون: هو الذي به الاستسقاء وداء البطن، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقا.
(8) البخاري- الفتح 5 (2472) ، مسلم (1914) متفق عليه.
(9) إنظار المعسر: إمهاله، والتجوز عن الموسر التجاوز عنه والتسامح معه.
(10) البخاري- الفتح 4 (2077) ، ومسلم (1560) واللفظ له.
(11) المتألي على الله: أي الحالف المبالغ في اليمين وهو من الألية بمعنى اليمين.
(12) البخاري- الفتح 5 (2705) ، ومسلم (1557) واللفظ له.
(13) الاعتمال: افتعال من العمل وتدل هذه الصيغة على بذل الجهد والمشقة في العمل.
(14) مسلم (1008) .
(15) البخاري- الفتح 10 (6021) ، ومسلم (1005) متفق عليه.
(16) طلق: أي سهل منبسط.
(17) مسلم (2626) .
الصفحة 86
5730