كتاب مواقف لا تنسى - من سيرة والدتي رحمها الله

واللهَ أسأل أن يحقق لها ما جاء في الحديث: ((ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر)) (¬1).
وقد ماتت رحمها الله بالمرض القوي العظيم الشديد، الخطير، الذي بدأ بظهرها، وانتقل إلى كبدها وباطنيَّتها، والله أسأل أن يجعلها شهيدة، وأن يجعلَ لها أوفر الحظِّ والنّصيب من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((والمبطون شهيد)) (¬2).
والمبطون: هو الذي يموت من علّة البطن ... وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقاً.
وغُسِّلت في مغسلة جامع الراجحي، ثم صُلِّيَ عليها في جامع الراجحي بالربوة الذي كانت تتمناه في يوم السبت الموافق 28/ 7/1428هـ بعد صلاة الظهر، ثم دفنت بمقبرة النسيم بجوار حفيديها: عبد الرحمن، وعبد الرحيم، رحمة الله على الجميع.
وقد تُوفيّت رحمها الله تعالى في مدينة الرياض، وكان مولدها في ضواحي العرين، وبين مكان مولدها ومكان موتها ما يقارب ألف كيلو.
فأسأل الله تعالى أن يحقِّق لها ما ثبت من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث عَبْدِالله بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: مَاتَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ مِمَّنْ وُلِدَ بِهَا فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ثُمَّ قَال: «يَا لَيْتَهُ مَاتَ بِغَيْرِ مَوْلِدِهِ». قَالُوا وَلِمَ
¬__________
(¬1) رواه أحمد، برقم 6582، والترمذي، برقم 1074، وقال الألباني في أحكام الجنائز، ص 35: ((فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح)).
(¬2) [رواه مالك في الموطأ، برقم 554، واللفظ له، وأبو داود، برقم 3113، والنسائي، برقم 1648، وصححه النووي، والألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 1397.

الصفحة 31