كتاب العرش وما روي فيه - محققا

ممنوعة، لا تصلح دليلا لوجود، والنزاع فيها حتى بين الفلاسفة أنفسهم1.
ثانيا: شبهة المعتزلة:
وأما شبهة المعتزلة التي اعتمدوا عليها في نفي صفات البارئ- عز وجل- بما فيها صفة العلو، فهي ما تسمى بطريقة الأعراض، ذلك أنهم يزعمون أن الصفات إنما هي أعراض، والأعراض لا تقوم إلا بجسم، والأجسام حادثة، والله منزه عن الحوادث، ومن أجل ذلك كان قول المعتزلة في الله: أنه قديم، واحد، ليس معه في القدم غيره، فلو قامت به الصفات لكان معه غيره2، ولكان جسما، إذ إن ثبوت الصفات
__________
1 "نقض التأسيس": (1/ 495، 496) .
2 بالإضافة إلى زعم المعتزلة أن الصفات لا تقوم إلا بأجسام، فهم- أيضا- يزعمون أن في إثبات الصفات قول بكثرة وتعدد ذات الله، لأنهم يقولون: "إن من أثبت لله صفة أزلية قديمة، فقد أثبت الإلهين"، كما اعتقدوا أن الصفات لو شاركته في القدم لشاركته في الألوهية.
انظر: "الملل للشهرستاني": (1/ 44- 46) ، "مقالات الإسلاميين": (1/245) ، "منهاج السنة،: (2/169) .

الصفحة 129