كتاب العرش وما روي فيه - محققا

الحق: يعلم سركم. فمما جاءت به السنن أن الله- عز وجل- على عرشه، وعلمه محيط بجميع خلقه، يعلم ما تسرون وما تعلنون، ويعلم الجهر من القول، ويعلم ما تكتمون"1.
القول الثاني من أقوال المخالفين
وهو قول من يقول: إن الله بذاته فوق العرش، وهو بذاته في كل مكان.
وهذا هو قول طائفة من أهل الكلام والتصوف، كأبي معاذ التومني2، وزهير الأثري3، وأصحابهما4، وهو موجود في كلام السالمية5
__________
1 "الشريعة ": ص 297.
2 أبو معاذ التومني من أئمة المرجئة، ورأس فرقة التومنية منها.
انظر ترجمته ومذهبه في قي مقالات الأشعري": (1/ 204، 326) ، و (2/ 232) ، "الملل والنحل": (1/ 128) .
3 زهير الأثري، ولم أقف على ترجمته، وقد تكلم الأشعري عن آرائه بالتفصيل في "المقالات": (1/ 326) .
4 انظر: "نقض تأسيس الجهمية": (1/ 6) ، و"الفتاوى": (2/ 292) ، "مقالات الإسلاميين": (1/ 326) .
5 هم أتباع أبي عبد الله محمد بن أحمد بن سالم، المتوفى سنة 297 هـ، وابنه الحسن أحمد بن محمد بن سالم، المتوفى سنة 350 هـ، وقد تتلمذ أحمد بن محمد بن سالم على سهل بن عبد الله التستري، ويجمع السالمية بين كلام أهل السنة وكلام المعتزلة، مع ميل إلى التشبيه ونزعة صوفية اتحادية، انظر: "شذرات الذهب": (3/ 36) ، و"طبقات الصوفية": ص 414-416، و"الفرق بين الفرق ": ص 157- 202.

الصفحة 142