كتاب العرش وما روي فيه - محققا

للمسلمين منهج القرآن والسنة في هذه المسألة، مستدلين على ذلك بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الصحيحة، وأقوال الصحابة، والتابعين في هذه المسألة، ويردوا على كل من خالف هذا المنهج، ويفندوا مزاعمه وشبهه وافتراءاته.
وقد قام علماء السلف الأوائل بهذه المهمة، وأدوها على أكمل وجه، وبينوا طريق الحق فيها، لكن كان كلامهم في هذه المسألة بنوع من الاختصار، وضمن مواضيع أخرى في مجال العقيدة.
ولكن رقعة الخلاف قد اتسعت في هذه المسألة، وتشعبت الأقوال، وكثرت الشبه، وكثر أعوان المخالفين وأنصارهم في هذا الأمر؟ مما جعل المؤلف- رحمه الله تعالى- يشعر بما لهذه المسألة من أهمية كبرى، وبما لها من تأثير عظيم في عقيدة المسلم سلبا وإيجابا، ذلك لأن أي خلل في هذه المسألة قد يقلب كثيرا من الأمور الاعتقادية، ويميل بها عن الطريق الصحيح، فقام المؤلف- رحمه الله تعالى- بتأليف هذا الكتاب في هذه المهمة، فبين القول الحق السليم فيها، وذلك بالرجوع إلى المنبع الأساسي لعقيدة المسلم، وهو الكتاب والسنة، ومع البعد كل البعد عما خالط الأقوال المنحرفة في هذه المسألة، من الفلسفة الصابئية، وأقوال النصارى النسطورية، وتأويل وتحريف الباطنية.
فبين- رحمه الله تعالى- اعتقاد السلف المستند إلى الكتاب والسنة في مسائل عظيمة، مثل مسألة علو الله واستوائه على عرشه، وبينونته من خلقه، وكذلك معتقد السلف في معية الله وقربه ونزوله، كل ذلك

الصفحة 248