كتاب العرش وما روي فيه - محققا

يَمَانٍ1، عَنْ شَرِيكٍ2، عَنْ خُصَيْفٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ {السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ} 3، قَالَ: "بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ"4.
__________
1 هو يحى بن يمان العجلي أبو زكريا الكوفي.
صدوق عابد، يخطئ كثيرا، وقد تغير، من كبار التاسعة، مات سنة تسع وثمانين ومائة.
أخرج له البخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم، والأربعة.
"تهذيب التهذيب": (11/ 306) ، "تقريب التهذيب": ص 380.
2 هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك النخعي، أبو عبد الله الكوفي، القاضي بواسط ثم بالكوفة.
روى عن خصيف وغيره.
صدوق، يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع.
من الثالثة، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
روى له البخاري تعليقا، ومسلم، والأربعة.
"تهذيب التهذيب": (4/ 333) ، "تقريب التهذيب": ص 145.
3 سورة المزمل، الآية: 18.
4 لم أجد من أخرجه بهذا اللفظ في تفسير هذه الآية غيره، وإن كان قد ورد نحوه في تفسير قوله تعالى: {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِن} .
قال: ممن فوقهن، يعني: الرب تبارك وتعالى.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة": (ق 39/ ب) ، من طريق شريك عن خصيف به.
وفي سند المؤلف يحيى بن يمان وشريك، وكلاهما صدوق يخطئ كثيرا، وخصيف سيء الحفظ، فلذلك إسناده ضعيف.
التعليق:
اختلف في مرجع الضمير في الآية على قولين:
القول الأول: أن مرجع الضمير يعود على ذلك اليوم الذي ورد ذكره ووصفه في الآيات السابقة لهذه الآية، فالسماء مثقلة ومتصدعة ومتشققة به، لشدته وعظيم هوله، وهذا القول هو ما روي عن الحسن وقتادة، وهو ما اختاره ابن جرير وابن كثير والشوكاني عند تفسير هذه الآية.
القول الثاني: وهو ما ورد ذكره في هذا الأثر من أن مرجع الضمير يعود إلى الله عز وجل، وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد، وقد ذكر ابن كثير أن هذا القول هو قول مرجوح، وذلك لأن الله- سبحانه- لم يجر له ذكر هنا. اهـ. والضمير يعود لأقرب مذكور.
انظر: "تفسير الطبري": (29/137) ، و"تفسير ابن كثير": (4/438) ، "فتح القدير": (5/ 319) .

الصفحة 340