كتاب العرش وما روي فيه - محققا

وَالْأَرَضِينَ مِثْلُ ذَلِكَ، وَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ إِلَى الْعَرْشِ مِثْلُ جَمِيعِ ذَلِكَ كُلِّهِ"1.
__________
1 أخرجه أبو الشيخ في "العظمة": (ق 1/33) عن محمد بن العباس عن أبي كريب.
وأخرجه البيهقي في "الأسماء والصفات": ص 506، بسنده عن أحمد بن عبد الجبار.
كلهم عن أبي معاوية عن الأعمش عن أبي نصر عن أبي ذر بنحوه.
وعند أبي الشيخ والبيهقي بزيادة "لو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه" يعني علمه.
كما أنه لم ترد عند أبي الشيخ عبارة: "غلظ كل سماء خمسمائة سنة" بعد قوله: "ما بين الأرض والسماء مسيرة خمسمائة سنة".
أما في رواية البيهقي فجاءت بلفظ: "وغلظ السماء الدنيا خمسمائة عاما". وقد سقط من السند في "الأسماء والصفات" ذكر "أبي نصر".
قال ابن الجوزي في "العلل المتناهية": (1/ 11، 12) : "هذا حديث منكر رواه عن الأعمش محاضر فخالف فيه أبا معاوية فقال: عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن أبي نصر، وكان الأعمش يروي عن الضعفاء ويدلس". وهكذا ذكر الجوزقاني- أيضا- في "الأباطيل": (1/ 68) فإنه قال: "هذا حديث منكر، رواه عن الأعمش محاضر فخالف فيه أبا معاوية".
قال ابن كثير في "تفسيره" (4/303) : "في إسناده نظر وفي متنه غرابة ونكارة، والله سبحانه وتعالى أعلم".
وقوله: "في إسناده نظر" ذلك لأن أبا نصر لم يسمع من أبي ذر.
كما قال البزار في "مسنده" ص 200: "أحسبه حميد بن هلال ولم يسمع من أبي ذر".
وأيضا لم يسمع الأعمش من أبي نصر، ففيه انقطاعات، ولذلك وصفه البيهقي بالانقطاع فقال: روي من وجه آخر منقطع عن أبي ذر- رضي الله عنه- مرفوعا. ووافقه الألباني في "تخريج السنة": (1/ 255) .
وقول ابن كثير: "في متنه غرابة ونكارة" يقصد بذلك الزيادة التي وردت عند غير ابن أبي شيبة وهي قوله: "لو حفرتم لصاحبكم فيها لوجدتموه" ... " الخ.

الصفحة 347