كتاب العرش وما روي فيه - محققا

أعرابي فقال: يا رسول الله، جهدت الأنفس، وجاع العيال،- وذكر الحديث- إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله على عرشه، وإن عرشه على سمواته وأرضه، كهكذا" 1 وقال بأصابعه مثل القبة ...
وفي علوه قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعالاها، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة" 2.
فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات وسقفها، وأنه مقبب ... "3.
وفي حديث أبي ذر المشهور قال: قلت يا رسول الله، أي ما أنزل عليك أعظم، قال: "آية الكرسي"- ثم قال: " يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" 4
وهذا القول للسلف في عرش الله هو ما جاءت به الآيات والأحاديث الصحيحة، وقد كان سلف الأمة وأئمتها- دائما- يصرحون بذلك في كتبهم عند الحديث عن هذه المسألة.
__________
1 سياتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 11.
2أخرجه البخاري في "صحيحه، كتاب التوحيد، باب {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماءِ} . انظر: "فتح الباري": (13/ 404) .
3 "الفتاوى": (5/ 151) .
4سيأتي تخريجه في التحقيق تحت رقم 58.

الصفحة 35