كتاب العرش وما روي فيه - محققا

الْعَرْشِ ثَمَانِيَةٌ، فَأَرْبَعَةٌ مِنْهُمْ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَلَى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَأَرْبَعَةٌ يَقُولُونَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ عَلَى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ"، قَالَ: "وَكَانُوا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يَرَوْنَ ذُنُوبَ بَنِي آدَمَ1"2.
__________
1 هكذا في "الأصل"، ولعل الصواب: "وكانوا يدعون، لأنهم يرون ذنوب بني آدم ".
2 أخرجه عبد الرزاق في "تفسيره": (ق 284/ ب) ، والطبري في "تفسيره": (19/7) .
وكلاهما من طريق جعفر بن سليمان عن هارون بن رياب عن شهر بن حوشب من قوله.
وعند عبد الرزاق زيادة في آخره "كلهم ينظرون إلى أعمال بني قدرتك" بدل قوله: "كانوا يرون أنهم يرون ذنوب بني آدم".
أما في تفسير ابن جرير فوقف على قوله: "على عفوك بعد قدرتك".
وقد روي الحديث من وجه آخر عن هارون بن رياب.
أخرجه أبو الشيخ في "العظمة": (ق 85/ ب) بسنده عن رواد بن الجراح عن الأوزاعي عن هارون بن رياب نحوه، والبيهقي في "شعب الإيمان": (1/ 1/ 91/ ب) ، نسخة الشيخ حماد الأنصاري، بسنده عن العباس بن الوليد بن مزيد قال: أخبرني أبي، قال: سمعت الأوزاعي قال: حدثني هارون بن رياب بنحوه.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور": (5/ 346) ، و"الحبائك": ص 47، وعزاه إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وجاء عندهم جميعا زيادة: "يتجاوبون بصوت حزين رخيم".
وروي أيضا من وجه آخر عن حسان بن عطية.
أخرجه أبو نعيم في "الحلية": (6/ 74) عن أحمد بن إسحاق ثنا عبد الله ثنا عباس بن الوليد أخبرني أبي ثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية بنحوه.
وأورده الذهبي في "العلو": ص 58، قال: الوليد بن مزيد العذري حدثنا الأوزاعي عن حسان بن عطية ثم ذكر نحوه، وقال: إسناده قوي.
التعليق:
ما ورد في هذا الأثر من وصف حملة العرش بكونهم يسبحون بحمد ربهم ويعظمونه يؤيده ما جاء ذكره في قوله تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} .

الصفحة 368