كتاب العرش وما روي فيه - محققا

والمعتزلة1،2.
ثانيا: أقوال المخالفين:
القول الأول:
ما زعمه طائفة من الجهمية، والمعتزلة، والماتريدية3، وعامة متأخري الأشاعرة4، من أن معنى العرش في قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} هو الملك.
قال الدارمي في كتابه "الرد على الجهمية": "باب: الإيمان بالعرش، وهو أحد ما أنكرته المعطلة.
فادعت هذه العصابة أنهم يؤمنون بالعرش ويقرون به، فقلت لبعضهم: ما إيمانكم به إلا كإيمان {الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بافْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ
__________
1هم أتباع واصل بن عطاء الغزالي، الذي اعتزل مجلس الحسن البصري، وهم يقولون بنفي الصفات، وبالمنزلة بين المنزلتين وغيرها من المسائل.
انظر الكلام عنهم في: "ميزان الاعتدال": (3/ 274 (، "الفرق بين المرق ": ص 20، 21، و"الملل والنحل": (1/ 49) وغيرها.
2"شرح الأصول الخمسة": ص 226، "أصول الدين" للبغدادي: ص 112، "الفرق بين الفرق": ص 215، 216، "شرح جوهرة التوحيد": ص 181، "نقض التأسيس": (1/ 396"، 2/ 14، 15) .
3 هم أتباع أبي منصور محمد. بن محمد الماتريدي السمرقندي.
انظر قولهم في هذه المسألة في: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي: (1/ 85) .
4"التبصر في الدين" للإسفرائيني: ص 158.

الصفحة 37