قَالَ: الثَّمَانِيَةُ، يَقُولُ: ثَّمَانِيَةُ أَجْزَاءٌ مِنْ تِسْعَةٍ، قَالَ: الْجِنُّ وَالْإِنْسُ وَالشَّيَاطِينُ وَالْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ إِلَّا الْكَرُوبِيِّينَ1 حَمَلَةُ الْعَرْشِ جُزْءٌ، وَالْكَرُوبِيُّونَ ثَمَانِيَةُ أَجْزَاءٍ، كُلُّ جُزْءٍ مِنْهُمْ بِعُدَّةِ هَؤُلَاءِ2 الْأَرْبَعَةِ، قَالَ: فَهُوَ قَوْلُهُ: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} 3.
__________
1 قال ابن الأثير في معنى الكروبيين: هم المقربون، ويقال لكل حيوان وثيق المفاصل أنه لمكرب الخلق، إذا كان شديد القوى، والأول أشبه.
انظر: "النهاية": (4/ 161) .
2 في "الأصل": "تعده" بالتاء، وهو- خطأ لا يستقيم معه سياق الكلام ولعل الصواب ما أثبته.
3 لم أجد من أخرجه غير المؤلف.
وقد أورد ابن كثير في "تفسيره": (4/ 414) سورة الحاقة نحوه مختصرا عن الضحاك عن ابن عباس قال: "الكروبيين ثمانية أجزاء، كل جزء منهم بعدة الإنس والشياطين والملائكة" د وإسناده ضعيف، لأن فيه بشر بن عمارة وهو ضعيف، وأيضا الضحاك لم يلق ابن عباس.
التعليق:
فسر ابن الأثير كلمة الكروبيين الواردة في الأثر بأن معناها المقربين، ووصف القرب يطلق على الملائكة جميعا كما في قوله تعالى: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ وَلا الْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ} [سورة النساء، الآية: 172] ، ولكن المراد بالقرب هنا هو كونهم أقرب الملائكة إلى الله، وذلك بحكم وظيفتهم التي هي حمل عرش الرحمن الذي يعتبر أعلى المخلوقات وأقربها إلى الله تعالى.
وأما تفسير الثمانية بهذا التفسير فهذا هو قول مقاتل والكلبي وهو قول ضعيف وذلك لضعف دليله.