كتاب العرش وما روي فيه - محققا

- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: "لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أن يخلق (ق 56/ ب) آدَمَ، بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا، قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ: أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَلَّا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا، قَالَ: فَتَرَكَهَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ سَأَلَتْنِي بِكَ أَلَّا آخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يكُونُ لِلنَّارِ غَدًا مِنْهُ نَصِيبٌ، فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلْنِي بِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ له الأرض: أسألت بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَلَّا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ، قَالَ: فَتَرَكَهَا، فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ قَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَنِي بِمَا أَمَرْتُكَ بِهِ، قَالَ: يَا رَبِّ سَأَلَتْنِي بِكَ أَلَّا آخُذَ مِنْهَا شَيْئًا يكُونُ لِلنَّارِ فِيهِ نَصِيبٌ غَدًا، فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَْنِي بِكَ، قَالَ: ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا، قَالَتْ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَتْ لِلْأَوَّلِ فَتَرَكَهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ، فَقَالَ مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُ، حَتَّى أَرْسَلَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ كُلَّهُمْ، كُلُّ ذَلَكٍ تَقُولُ لَهُمْ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيْرِجُعونَ إلى ربهم فَيَقُولُونَ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ، فَلَمَّا أَهْوَى لِيَأْخُذَ مِنْهَا قَالَتْ لَهُ الْأَرْضُ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَنْ

الصفحة 390