كتاب العرش وما روي فيه - محققا

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سليمان1، حدثنا سعد الْجُرَيْرِيُّ2، قَالَ: "بَلَغَنَا أن داود عليه السلام سَألَ جِبْرِيلَ أيُّ اللَّيْلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَا أَدْرِي إِلَّا أَنَّ الْعَرْشَ يَهْتَزُّ مِنْ آخِرِ السَّحَرِ3"4.
__________
1 هو جعفر بن سليمان الضبعي تقدم في (35) .
2 تقدم في (43) .
3 السحر آخر الليل قبيل الصبح والجمع أسحار، وقيل: هو من ثلث الليل الآخر إلى طلوع الفجر.
"لسان العرب": (3/ 1952) .
4 أخرجه الإمام أحمد في "كتاب الزهد": (136) بسنده عن سيار عن جعفر عن الجريري بمثله.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور": (2/ 12) ، وعزاه إلى ابن أبي شيبة وأحمد في "الزهد" عن سعيد الجريري.
التعليق:
هذا الأثر هو من الإسرائيليات التي تروى عن أهل الكتاب، وفيه دلالة على فضل الثلث الآخر من الليل، وقد ورد في السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكثير من الأحاديث الدالة على فضل هذا الجزء من الليل، ومن تلك الأحاديث ما أخرجه البخاري ومسلم في "صحيحيهما" عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له". انظر: "فتح الباري": (3/29، حديث 1145) ، كتاب التهجد، باب (44) ، و"صحيح مسلم": (2/ 175) ، كتاب صلاة المسافرين.
وأيضا، ما روي عن عمرو بن عنبسة- رضي الله عنه- أنه سمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "أقرب ما يكون العبد من ربه في جوف الليل الآخر" رواه الترمذي في "سننه"، كتاب الدعوات: (5/229) ، وقال: حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
هذا من حيث فضل ذلك الوقت من الليل.
أما ما دل عليه الأثر من اهتزاز العرش في ذلك الوقت فهذا لم أقف فيه على دليل ثابت يؤيده. والله أعلم.

الصفحة 425