كتاب العرش وما روي فيه - محققا

أَنْ تَوَاضَعْ، فَقُلْتُ: "عَبْدًا نَبِيًّا، فَارْتَفَعَ ذَلِكَ الْمَلَكُ إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ: "يَا جِبْرِيلُ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَكَ عَنْ هَذَا، فَرَأَيْتُ مِنْ حَالِكَ مَا شَغَلَنِي عَنِ الْمَسْأَلَةِ، فَمَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قَالَ: هَذَا إِسْرَافِيلُ خَلَقَهُ اللَّهُ يَوْمَ خَلَقَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ صَافًّا قَدَمَيْهِ لَا يَرْفَعُ طَرْفَهُ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ الرَّبِّ سَبْعُونَ نُورًا، مَا مِنْهَا نُورٌ يَكَادُ يَدْنُو مِنْهُ إِلَّا احْتَرَقَ، بَيْنَ يَدَيْهِ لَوْحٌ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ فِي شَيْءٍ مِنَ السَّمَاءِ، أَوْ فِي الْأَرْضِ ارْتَفَعَ ذَلِكَ اللَّوْحُ فَضَرَبَ جَبِينَهُ، فَيَنْظُرُ فِيهِ، فَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِي أَمَرَنِي بِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مِيكَائِيلَ أمَرَهُ بِهِ، وَإِنْ كَانَ مِنْ عَمَلِ مَلَكِ الْمَوْتِ أمَرَهُ بِهِ، قُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ وَعَلَى أَيْ شَيْءٍ أَنْتَ؟ قَالَ: عَلَى الرِّيحِ وَالْجُنُودِ، قُلْتُ: وَعَلَى أَيْ شي مِيكَائِيلُ؟ قَالَ: عَلَى النَّبَاتِ وَالْقَطْرِ، قُلْتُ: وعَلَى أَيْ شيء مَلَكُ الْمَوْتِ؟ [قَالَ] 1: عَلَى قَبْضِ الْأَنْفُسِ، وما ظننته (ق 61/ ب) هَبَطَ إِلَّا لِقِيَامِ السَّاعَةِ، وَمَا الَّذِي رَأَيْتَ مِنِّي إِلَّا خَوْفًا مِنْ قِيَامِ السَّاعَةِ"2.
__________
1 سقطت من "الأصل".
2 أخرجه أبو الشيخ في "العظمة": (ق 49/ ب) ، وللطبراني في "المعجم الكبير": (11/ 379، حديث 12061) ، والبيهقي في "شعب الإيمان": (1/109) . كلهم من طريق محمد بن عمران بن أبي ليلى عن أبيه به- نحوه-.
وأورده ابن كثير في "البداية والنهاية": (1/ 45- 46) ، وعزاه إلى الطبراني، وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور": (1/ 91) ، وعزاه للطبراني وأبو الشيخ، والبيهقي، وقال: بسند حسن.
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (1/ 19) : رواه الطبراني، وفيه محمد ابن أبي ليلى، وقد وثقه الجماعة، ولكنه سيء الحفظ، وبقية رجاله ثقات.
وأورده الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": (6/ 307) مختصرا، وقال: في إسناده محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، وقد ضعف لسوء حفظه ولم يترك. اهـ.
وقد توبع، وله شواهد، ويمكن أن يرتقي الحديث بهذه المتابعة والشواهد إلى درجة الصحة.
فقد رواه عن ابن عباس- أيضا- محمد بن علي بن عبد الله بن عباس مختصرا، بلفظ: قال: "كان ابن عباس يحدث أن الله أرسل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ملكا من الملائكة مع الملك جبريل عليه السلام، فقال له الملك: يا محمد إن الله عز وجل يخيرك بين أن تكون نبيا عبدا، أو نبيا ملكا، فالتفت رسول الله به إلى جبريل كالمستشير، فأومأ إليه أن تواضع، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "بل نبيا عبدا" فما رؤي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكل متكئا حتى لحق بربه".
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير": (10/ 349، حديث 0686 1) بسنده عن بقية بن الوليد عن الزبيدي، عن الزهري عنه به، وبقية مدلس، وعنعن، وأيضا- محمد بن علي بن عبد الله ثقة، ولكن لم يثبت سماعه من جده كما في "التقريب":ص 312، ولذلك ضعفه الألباني. انظر: "الصحيحة": (4/3) .
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعا.
أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (2/ 231) عن محمد بن فضيل عن عمارة عن أبي زرعة قال: ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة، قال: جلس جبريل إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فنظر إلى السماء فإذا ملك ينزل ... الحديث، بنحوه مختصرا إلى قوله: "بل عبدا رسولا".
وعزاه الهيثمي في "مجمع الزوائد": (9/ 18- 19) إلى أحمد، والبزار، وأبي يعلى، وقال: رجال الأولين رجال الصحيح.
وذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة": (3/ 3، حديث 1552) ، وقال: هذا إسناد صحيح على شرط مسلم.
وأيضا، له شاهد آخر من حديث ابن عمر مرفوعا.
أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير": (2 348/1، حديث 9 1335) عن أبي شعيب ثنا يحيى بن عبد الله البابلتي ثنا أيوب بن نهيك، قال: سمعت محمد بن قيس المدني يقول: سمعت ابن عمر يقول: سمعت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "لقد هبط علي ملك من السماء، ما هبط على نبي قبلي، ولا هبط على أحد من بعد، وهو إسرافيل، وعندي جبريل ... " الحديث بنحوه مختصرا.
وفي آخره: فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لو أني قلت نبيا ملكا، ثم شئت لسارت الجبال معي ذهبا".
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد": (19/9) : فيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف.
وله شاهد آخر عن أبي جعفر سيأتي برقم 78.
وبهذه المتابعة وهذه الشواهد يصح الحديث إن شاء الله تعالى.

الصفحة 462