كتاب العرش وما روي فيه - محققا

هَكَذَا1 - فَوَصَفَ سُفْيَانُ2 بِيَدِهِ، وَفَرَّقَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ بَعْضِهَا فَوْقَ بَعْضٍ - يُسْتَرَقُ السَّمْعُ، فَرُبَّمَا أدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يَرْمِيَ بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ، وَرُبَّمَا لم يدركه حتى يَرْمِي بِهَا إِلَى صَاحِبِهِ، فَيَرْمِي بِهَا هَذَا إِلَى هَذَا وَهَذَا إِلَى هَذَا حَتَّى يُلْقِيَهَا3 عَلَى فَمِ سَاحِرٍ وَكَاهِنٍ، فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَيُصَدَّقَ فِيهَا، فَيُقَالُ: أَلَمْ يُخْبِرْنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا بِكَذَا وَكَذَا فَوَجَدْنَاهُ حَقًّا، وَهِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعَهَا مِنَ السَّمَاءِ "4.
__________
1 في "الأصل": بياض بعد كلمة السمع بقدر كلمة، ولكن الكلام مستقيم وتام.
2 وهو سفيان بن عيينة.
3 في "الأصل": "تلقاها" بالتاء، وهو خطأ، والصواب ما أثبته.
4 أخرجه البخاري في "صحيحه"، كتاب التفسير، باب {حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} . انظر: "فتح الباري": (8/ 537، 538، حديث 4800) ، والتترمذي في "سننه"، كتاب التفسير، سورة سبأ: (5/ 362، حديث 3223) ، وابن ماجه في "سننه"، المقدمة، باب فيما أنكرت الجهمية: (1/ 70) ، وابن خزيمة في "كتاب التوحيد": ص 147، وابن جرير في "تفسيره" سورة سبأ: (22/ 91) ، والدارمي في "الرد على الجهمية": ص 91، والبيهقي في "الأسماء والصفات": ص 261.
وجميعهم من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عكرمة عن أبي هريرة مرفوعا بنحوه. بعضهم مطولا، وبعضهم مختصرا، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وأورده الذهبي في "العلو": ص 79، وعزاه إلى البخاري.
قلت: وإسناد المؤلف جيد، ورجاله كلهم ثقات.
التعليق:
الحديث من الأدلة المثبتة لعلو الله وارتفاعه فوق سمواته- سبحانه وتعالى- وهو يشابه من حيث المعنى الحديث الوارد تحت رقم (21) ، وهما في الدلالة واحد، فلذلك أكتفى بما علقته في ذلك الموضع.

الصفحة 475