كتاب العرش وما روي فيه - محققا

قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ الرَّبَّ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا مِنْ مِسْكٍ أفْيَحَ 1، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ فَيَنْزِلُ عَنْ كُرْسِيِّهِ مِنْ عِلِّيِّينَ 2 وَحُفَّ الكُرْسِيُّ بِمَنَابِرَ مِنْ ذَهَبٍ مُكَلَّلَةٍ بِالْجَواْهَرِ، وَيَجِيءُ النَّبِيُّونَ فَيَجْلِسُونَ عَلَى تِلْكَ الْمَنَابِرِ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ الْغُرَفِ فَيَجْلِسُونَ عَلَى ذَلِكَ الْكَثِيبِ، وَيَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ، فَيَقُولُ: أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمِ نِعْمَتِي، وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي فَاسْأَلُونِي قَالَ: فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا، قَالَ: فَلَيْسُوا إِلَى شَيْءٍ أحْوَجَ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ لِيَزْدَادُوا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِ رَبِّهِمْ - عَزَّ وَجَلَّ-" 3.
__________
1 الأفيح: هو كل موضع واسع.
"لسان العرب": (5/ 3498) ، مادة: فيح.
2 هكذا في "الأصل" وفي المصادر الأخرى: "على كرسيه من عليين"، وهذا هو الصواب، وبه يستقيم سياق الكلام.
3 أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية": ص 45، وعبد الله بن الإمام أحمد في "كتاب السنة": ص 48، 49، والذهبي في "العلو": ص 28.
وأورده الذهبي في "العلو": ص 30، وعزاه إلى القاضي أبي أحمد العسال في "كتاب المعرفة"، والدارقطني من طريقين عن عثمان بن أبي حميد، عن أنس بن مالك مرفوعا بنحوه.
وإسناد المؤلف ضعيف، لأن فيه ليث بن أبي سليم، قال فيه الحافظ: صدوق، اختلط أخيرا، ولم يتميز حديثه فترك، كما أن فيه عثمان بن أبي حميد، وهو ضعيف، ولكنه قد توبع، فقد رواه عن أنس عبد الله بن بريدة بنحوه.
أخرجه الذهبي في "العلو": ص 29.
وأيضآ، رواه عن أنس عمر بن عبد الله مولى غفرة بنحوه.
أخرجه الدارمي في "الرد على الجهمية": ص 44، وفي "الرد على بشر المريسي":ص 431 مختصرا.
وأورده الذهبي في "العلو": ص 30، وعزاه إلى الدارقطني.
ورواه- أيضا- عبد الله بن عبيد بن عمر بنحوه.
أخرجه ابن قدامة في "العلو": (ق 13/ ب) .
والذهبي في "العلو": ص 29- 30.
قال الذهبي: هذا حديث مشهور وافر الطرق.
وأورده السيوطي في "الدر المنثور": (6/ 108) ، وعزاه إلى الشافعي في "الأم"، وابن أبي شيبة، والبزار، وأبو يعلى، وابن أبي الدنيا في "صفة الجنة"، وابن جرير، وابن المنذر، والطبراني في "الأوسط" وابن مردويه، والآجري في "الشريعة"، والبيهقي في "الرؤية"، وأبو نصر السجزي في "الإبانة" من طرق جيدة عن أنس.

الصفحة 490