كتاب العرش وما روي فيه - محققا

مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة قال: وعرشه على الماء".
وكذلك حديث أبي رزين العقيلي قال: قلت: يا رسول الله، أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه، قال: "كان في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء".
فكل من الآية والأحاديث تدل دلالة قاطعة على أن مكان العرش منذ خلقه على الماء، وليس المراد بالماء هنا ماء البحر، لأن ماء البحر إنما وجد بعد خلق السموات والأرض، وإنما الماء المذكور هنا ماء آخر تحت العرش على ما شاء الله تعالى1.
وقد سئل حبر الأمة عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- عن قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْماء} على أي شيء كان الماء، قال: على متن الريح2.
وعن سليمان التيمي أنه قال: "لو سألت أين الله، لقلت: في السماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل السماء، لقلت: على الماء، فإن قال: فأين كان عرشه قبل الماء، لقلت: لا أعلم، قال أبو عبد الله وذلك لقوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إلاَّ بِما شَاءَ} 3"4.
__________
1 "فتح الباري": (13/ 411) .
2 انظر تخريج الأثر في التحقيق تحت رقم 2.
3 سورة البقرة، الآية: 255.
4 "خلق أفعال العباد": ص 127.

الصفحة 80