كتاب معجم البلدان (اسم الجزء: 2)
مملكة عريضة وضياع كثيرة على سيف البحر بفارس متاخمة لحدّ كرمان، ويزعمون أن ملكهم هناك قبل موسى بن عمران، عليه السلام، وأن الذي قال الله تبارك وتعالى: وكان وراءهم ملك يأخذ كلّ سفينة غصبا، هو الجلندي، وهم قوم من أزد اليمن، ولهم إلى يومنا هذا منعة وحدّ وبأس وعدد لا يستطيع السلطان قهرهم، وإليهم أرصاد البحر وعشور السّفن، وقد كان عمرو بن الليث ناصب حمدان بن عبد الله بن الحارث الحرب نحو سنتين فما قدر عليه حتى استعان عليه بابن عمه العباس بن أحمد ابن الحسن الذي نسب إليه رمّ الكاريان، وهو من آل الجلندى، وفيهم منعة إلى يومنا هذا.
دَيْلَمَان:
كأنه نسبة إلى الدّيلم أو جمعه بلغة الفرس: من قرى أصبهان بناحية خرجان، ينسب إليها أبو محمد عبد الله بن إسحاق بن يوسف الدّيلماني، روى عن أبيه، روى عنه أبو عمرو بن حكيم المدني.
دَيْلَمِستَان:
قرية قرب شهرزور بينهما تسعة فراسخ، كان الديلم في أيام الأكاسرة إذا خرجوا للغارة عسكروا بها وخلّفوا سوادهم لديها وانتشروا في الأرض غائبين، فإذا فرغوا من غاراتهم عادوا إليها ورحلوا إلى مستقرّهم.
دَيْلَمِيٌّ:
قال الأصمعي وهو يذكر جبال مكة:
جبل شيبة متصل بجبل ديلميّ وهو المشرف على المروة.
دَيْلَمٌ:
الديلم: الموت، والديلم: الأعداء، والديلم:
النمل الأسود، والديلم: جيل سمّوا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم، قال المنجمون: الديلم في الإقليم الرابع، طولها خمس وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة وعشر دقائق. وديلم: اسم ماء لبني عبس، فقال عنترة:
زوراء تنفر من حياض الديلم
وقال الحفصي: في العرمة من أرض اليمامة ماء يقال له الديلم وثم الدّحرضان، وهما ماءان لبني حدّان ابن قريع، وأنشد قول عنترة، وفي كتاب التصحيف والتحريف لحمزة: حدثني ابن الأنباري قال: حدثني أحمد بن يحيى ثعلب قال: لقيني أبو محلم على باب أحمد بن سعيد ومعه أعرابيّ فقال:
جئتكم بهذا الأعرابي لتعرفوا كذب الأصمعي، أليس يقول في عنترة:
زوراء تنفر من حياض الديلم
إن الديلم الأعداء فسلوا هذا الأعرابي، فسألناه فقال: هي حياض بالغور قد أوردتها إبلي غير مرّة.
دِيماسُ:
بكسر أوله، وآخره سين مهملة: سجن كان للحجاج بواسط، قال جحدر اللّص وقد حبس فيه:
إنّ الليالي نجت بي فهي محسنة ... لا شكّ فيه من الديماس والأسد
وأطلقتني من الأصفاد مخرجة ... من هول سجن شديد الباس ذي رصد
كأنّ ساكنه حيّا حشاشته ... ميت تردّد منه السّمّ في الجسد
والدّيماس: موضع في وسط عسقلان عال يطلع إليه وفيه عمد بقرب الجامع، ينسب إليه أبو الحسن محمد بن عمر بن عبد العزيز الديماسي، روى عن أبي عثمان سعد ابن عمرو الحمصي وغيره من أصحاب بقية بن الوليد، روى عنه أبو أيوب محمد بن عبد الله بن أحمد بن
الصفحة 544
549