كتاب المغني لابن قدامة ت التركي (اسم الجزء: 1)

اللهُ تَعالَى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ}. وقال الأَوْزَاعِىُّ، وسعِيدُ بنُ عبد العزيز (١): الوُضوءُ ثَلاثًا ثَلاثًا إلَّا غَسْلَ الرِّجْلَيْن، فإنَّه يُنَقِّيهما. وقد رُوِىَ عن ابنِ عَبَّاس قال: تَوَضَّأَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مَرَّةً مَرَّةً. رَوَاه البُخَارِىُّ (٢)، ورَوَى أبُو هُرَيْرَة، أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ. رَوَاهُ التِّرْمِذِىُّ (٣). وقال: هذا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ. وعن عَلِىٍّ، أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- تَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا (٤). قال التِّرْمِذِىُّ: حَدِيثُ عليٍّ أحْسَنُ شيءٍ في هذا البابِ وأصَحُّ. وقال سَعِيد: حَدَّثَنا سَلَّام الطَّوِيلُ، عن زَيْدٍ العَمِّىِّ، عن مُعَاوِية بن قُرَّةَ، عن ابنِ عُمَر، أن رَسُولَ اللهِ -صلى اللَّه عليه وسلم- دَعَا بِمَاءٍ، فتَوَضَّأ مَرَّةً مَرَّةً، ثم قال: "هذا وَظِيفَةُ الوُضُوءِ، وُضُوءُ مَنْ لا يَقْبَلُ اللهُ له صَلاةً إلَّا بِهِ"، ثم تَحَدَّثَ ساعَةً، ثُمَّ دَعَا بماءٍ فَتَوَضَّأَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنٍ، فقال: "هَذَا وُضُوءٌ مَنْ تَوَضَّأَهُ ضَاعَفَ اللهُ له الأجْرَ مَرَّتَيْنِ"، ثم تَحَدَّثَ ساعةً، ثم دَعَا بَماءٍ، فتَوَضَّأَ ثَلاثًا ثَلاثًا، فقال: "هَذَا وُضُوئِى وَوُضُوءُ النَّبِيِّينَ مِنْ قَبْلِى" (٥). ورَوَى ابنُ مَاجَه بإسْنَادِهِ عن أُبَىّ بنِ كَعْبٍ عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- نَحْوَ هذا، ورَوَى مُسْلِم في صَحِيحِهِ (٦)، أنَّ عُثْمانَ دَعَا
---------------
(١) أبو محمد سعيد بن عبد العزيز التنوخى، فقيه أهل الشام مع الأوزاعي وبعده، توفى سنة ست وستين ومائة. طبقات الفقهاء للشيرازي ٧٦.
(٢) تقدم تخريجه في صفحة ١٧٩.
(٣) في: باب ما جاء في الوضوء مرتين مرتين، من كتاب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ٦٠. وأخرجه أيضًا أبو داود، في: باب الوضوء مرتين، من كتاب الطهارة. سنن أبي داود ١/ ٣٠. والإمام أحمد، في المسند ٢/ ٣٦٤.
وأخرجه، عن عبد اللَّه بن زيد، البخاري، في: باب الوضوء مرتين، من كتاب الوضوء. صحيح البخاري ١/ ٥١. والدارمى، في: باب الوضوء مرتين، من كتاب الطهارة. سنن الدارمي ١/ ١٧٧.
(٤) أخرجه الترمذي، في: باب ما جاء في الوضوء ثلاثا ثلاثا، من أبواب الطهارة. عارضة الأحوذى ١/ ٦١. وابن ماجه، في: باب الوضوء ثلاثا ثلاثا، من كتاب الطهارة. سنن ابن ماجه ١/ ١٤٤. وانظر ما تقدم في مسألة ٢٦، صفحة ١٦٩، وفي مسألة ٢٨، صفحة ١٧٨، والمسند ٢/ ٨.
(٥) تقدم بعضه في المسألة رقم ٣٠، وتقدم تخريجه هناك، صفحة ١٩٠.
وحديث ابن عمر في الوضوء ثلاثا ثلاثا، أخرجه أيضًا النسائي، في: باب الوضوء ثلاثا ثلاثا، من كتاب الطهارة. المجتبى ١/ ٥٤. والإمام أحمد، في: المسند ٢/ ٢٨، ٣٩، ١٣٢.
(٦) في: باب صفة الوضوء وكماله، من كتاب الطهارة. صحيح مسلم ١/ ٢٠٤، ٢٠٥. وانظر تخريجه فيما تقدم، مسألة ٢٦، صفحة ١٦٩.

الصفحة 193