كتاب المغني لابن قدامة ت التركي (اسم الجزء: 1)

-صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُوتِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَاخْتُصِرَ لِىَ الْكَلَامُ اخْتِصَارًا (٣٧) "، ومِن ذلك مُخْتَصَرات الطريق (٣٨)، وفى الحديث: "الْجِهَادُ مُخْتَصَرُ طَرِيقِ الْجَنَّةِ" (٣٩)، وقد نُهِىَ عن اختصارِ السجود، ومعناه جَمْعُ آى السَّجدات فيقرؤُها في وقتٍ واحد (٤٠). وقيل: هو أن يحذِفَ الآيةَ التي فيها السجدةُ ولا يقرؤُها. وفائدةُ الاختصار التَّقْرِيبُ والتَّسْهيل علَى مَن أراد تعلُّمَه وحِفْظَه، فإنَّ الكلامَ يُخْتَصَرُ لِيُحْفَظَ، ويُطَوَّلُ لِيُفْهَمَ.
وقد ذكر، رحمه اللَّه، مَقْصودَه بالاختصار، فقال: (لِيَقْرُبَ عَلَى مُتَعَلَّمِهِ)، أي يسْهُلَ عليه، ويقِلَّ تَعَبُه في تَعلُّمِه.
وقوله: (عَلَى مَذْهَبِ أَبِى عَبْدِ اللهِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، رَضِىَ اللهُ عَنْه [وأرْضَاهُ] (٤١)) فهو الإِمام (٤٢) أبو عبد اللَّه أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد اللَّه بن حَيَّان بن عبد اللَّه بن ذُهْل بن شَيْبان بن ثَعْلَبة بن عُكَابة بن صَعْب بن على بن بكر بن وائِل بن قاسِط بن هِنْب بن أفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلة بن أسد بن ربيعة بن نِزَار بن مَعَدّ بن عدنان، يَلْتَقِى نسبُه ونسب رسولِ
---------------
(٣٧) أخرجه الدارقطني، في النوادر، بلفظ: "أعطيت جوامع الكلم واختصر لي الحديث اختصارا". سنن الدارقطني ٤/ ١٤٤، ١٤٥. والبيهقي، في: شعب الإيمان. انظر: الجامع الكبير، للسيوطي ١/ ١٢٠، والجامع الصغير (الفتح الكبير) ١/ ١٩٩.
وأخرج صدره البخاري، في: باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: نصرت بالرعب مسيرة شهر، من كتاب فضل الجهاد والسير، وفى: باب المفاتيح في اليد، من كتاب تعبير الرؤيا، وفى: باب قول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: بعثت بجوامع الكلم، من كتاب الاعتصام. صحيح البخاري ٤/ ٦٥، ٩/ ٤٧، ١١٣.
وورد بألفاظ: "أوتيت" و"بعثت" و"أعطيت".
(٣٨) في م: "الطرق".
(٣٩) لم نجده.
(٤٠) يأتى في سجود التلاوة.
(٤١) سقط من: الأصل.
(٤٢) انظر: مناقب الإمام أحمد، لابن الجوزى، طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى ١/ ٤ - ٢٠، المنهج الأحمد، للعليمى ١/ ٥ - ٥٤، طبقات الشافعية الكبري ٢/ ٢٧ - ٦٣، وما جاء من المراجع في حاشيته، وترجمة الإمام أحمد من تاربخ الإِسلام، للذهبى، وسير أعلام النبلاء، له ١١/ ١٧٧ - ٣٥٨.

الصفحة 8