كتاب المغني لابن قدامة ت التركي (اسم الجزء: 3)

يَنُوبُه في الصَّلَاةِ ما لا يَدْرِى ما يَفْعَلُ فيه إلَّا بالفِقْهِ (٢)، فيَكُونُ أَوْلَى، كالإِمَامةِ الكُبْرَى والحُكْمِ. ولَنا، ما رَوَى أَوْسُ بن ضَمْعَجٍ، عن أبي مَسْعُودٍ، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يَؤُمُّ القَوْمَ أَقْرَؤُهُم لِكِتَابِ اللهِ، فَإنْ كَانُوا فِى الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُم بالسُّنَّةِ، فَإنْ كَانُوا في السُّنَّةِ سَوَاءً فأَقْدَمُهُم هِجْرَةً، فَإنْ كَانُوا في الهِجْرَةِ سَوَاءً فأَقْدَمُهُم سِنًّا". أو قال: "سِلْمًا" (٣). ورَوَى أبو سَعِيدٍ، أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُم أَحَدُهُمْ، وأَحَقُّهُمْ بالإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ". رَوَاهُما مُسْلِمٌ (٤). وعن ابنِ عمرَ، قال: لمَّا قَدِمَ المُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ العَصْبَةَ (٥)، موضع بقُبَاءَ، كان يَؤُمُّهُم سَالِمٌ مَوْلَى أبى حُذَيْفَةَ، وكان أكْثَرَهم قُرْآنًا. رَوَاه البُخَارِىُّ، وأبو دَاوُدَ (٦). وكان فيهم عمرُ بنُ الخَطَّابِ، وأبو سلمةَ بن عبدِ الأسدِ. وفي حَدِيثِ عمرِو (٧) بن سَلَمَةَ أنَّ النَّبِىَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا" (٨). ولأنَّ
---------------
(٢) في م زيادة: "فيه".
(٣) أي إسلاما.
(٤) الأول، في: باب من أحق بالإمامة، من كتاب المساجد. صحيح مسلم ١/ ٤٦٥. كما أخرجه أبو داود، في: باب من أحق بالإمامة، من كتاب الصلاة، سنن أبي داود ١/ ١٣٧. والترمذي، في: باب من أحق بالإمامة، من أبواب الصلاة. عارضة الأحوذى ٢/ ٣٤. والنسائي، في: باب من أحق بالإمامة، من كتاب الإمامة. المجتبى ٢/ ٥٩. وابن ماجه، في: باب من أحق بالإِمامة، من كتاب إقامة الصلاة. سنن ابن ماجه ١/ ٣١٣، ٣١٤. والإِمام أحمد، في: المسند ٤/ ١١٨، ١٢١، ٥/ ٢٧٢.
والثانى في: باب من أحق بالإمامة، من كتاب المساجد. صحيح مسلم ١/ ٤٦٤. كما أخرجه النسائي، في: باب اجتماع القوم في موضع هم فيه سواء، باب الجماعة إذا كانوا ثلاثة، من كتاب الإمامة. المجتبى ٢/ ٦٠، ٨٠ والدارمى، في: باب من أحق بالإِمامة، من كتاب الصلاة. سنن الدارمي ١/ ٢٨٦. والإِمام أحمد، في: المسند ٣/ ٢٤، ٣٤، ٣٦، ٤٨، ٥١، ٨٤.
(٥) بفتح العين أو بضمها.
(٦) أخرجه البخاري، في: باب إمامة العبد والمولى، من كتاب الأذان. صحيح البخاري ١/ ١٧٨. وأبو داود، في: باب من أحق بالإمامة، من كتاب الصلاة. سنن أبي داود ١/ ١٣٨. ومن أول قوله "وكان فيهم. . ." الآتى، عند أبي داود.
(٧) في النسخ: "عمر".
(٨) أخرجه البخاري، في: باب وقال الليث حدثني يونس. . .، من كتاب المغازى. صحيح البخاري =

الصفحة 12