كتاب المغني لابن قدامة ت التركي (اسم الجزء: 5)

السلامُ عليكَ يا رسولَ اللهِ، سمعتُ اللهَ يقولُ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا} (٢١). وقد جِئْتُكَ مُسْتَغْفِرًا لِذَنْبِى، مُسْتَشْفِعًا بِكَ إلى رَبِّى، ثم أنْشَأ يقولُ:
يا خَيْرَ مَن دُفِنَتْ بِالْقَاعِ أعْظُمُهُ ... فطابَ مِنْ طِيبِهِنَّ القَاعُ والأَكَمُ
نَفْسِى الفِدَاءُ لِقَبْرٍ أَنْتَ سَاكِنُه ... فيه العَفافُ وفيه الجُودُ والكَرَمُ
ثم انْصَرَفَ الأعْرَابِىُّ، فحَمَلَتْنِى عَيْنِى، فنِمْتُ، فرَأيْتُ النَّبِىَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فى النَّوْمِ، فقال: يا عُتْبِىُّ، الْحَقِ الأَعْرَابِىَّ، فبَشِّرْهُ أنَّ اللهَ قَدْ غفَرَ لَهُ (٢٢). ويُسْتَحَبُّ لمن دَخَلَ المَسْجِدَ أن يُقَدِّمَ رِجْلَهُ اليُمْنَى، ثم يَقُولَ: بِسْمِ اللهِ، والصَّلَاةُ والسَّلامُ (٢٣) على رسولِ اللهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، واغْفِرْ لى، وافْتَحْ لى أَبْوابَ رَحْمَتِكَ. وإذا خَرَجَ، قال مِثْلَ ذلك. وقال: وَافْتَحْ لى أَبْوَابَ فَضْلِكَ. لما رُوِىَ عن فاطِمةَ بنتِ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ورَضِىَ اللَّه عنها، أنَّ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَّمَهَا أن تقولَ ذلك، إذا دَخَلَتِ المَسْجِدَ (٢٤). ثم تَأْتِى القَبْرَ (٢٥) فتُوَلِّى ظَهْرَكَ القِبْلَةَ، وتَسْتَقْبِلُ وَسَطَه، وتقولُ: السلامُ عليكَ أيُّها النَّبِىُّ ورحمةُ اللَّه وبَرَكَاتُه،
---------------
= قال الحافظ ابن عبد الهادى، فى "الصارم المنكى" صفحة ٢١٢ - ٢١٣: وفى الجملة ليست هذه الحكاية المنكورة عن الأعرابى مما يقوم به حجة، وإسنادها مظلم مختلف ولفظها مختلف أيضا، ولو كانت ثابتة لم يكن فيها حجة على مطلوب المعترض ولا يصلح الاحتجاج بمثل هذه الحكاية ولا الاعتماد على مثلها عند أهل العلم وبالله التوفيق. انتهى.
(٢١) سورة النساء ٦٤.
(٢٢) وردت هذه القصة والأبيات فى تفسير ابن كثير ٢/ ٣٠٦.
(٢٣) سقط من: م.
(٢٤) لم نجده عن طريق فاطمة رضى اللَّه عنها، وأخرجه عن طريق أبى حميد أو أبى أسيد مسلم، فى: باب ما يقول إذا دخل المسجد، من كتاب صلاة المسافرين. صحيح مسلم ١/ ٤٩٤. وأبو داود، فى: باب فيما يقوله الرجل عند دخوله المسجد، من كتاب الصلاة. سنن أبى داود ١/ ١٠٩. والنسائى، فى: باب القول عند دخول المسجد وعند الخروج منه، من كتاب المساجد. المجتبى ٢/ ٤١. والدارمى، فى: باب ما يقول إذا دخل المسجد وإذا خرج، من كتاب الاستئذان. سنن الدارمى ٢/ ٢٩٣. والإمام أحمد، فى: المسند ٣/ ٤٩٧، ٥/ ٤٢٥.
(٢٥) يعنى بعد صلاة تحية المسجد، بأن يصلى ركعتين فى المسجد، وإن صلاهما فى الروضة الشريفة فهو أفضل، ثم بعد الصلاة يزور قبر النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

الصفحة 466