كتاب المغني لابن قدامة ت التركي (اسم الجزء: 5)

أبا بكرٍ الصِّدِّيقَ، السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا عمرُ الفَارُوقَ، السلامُ عليكما يا صَاحِبَىْ رسولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وضَجِيعَيْهِ ووَزيِرَيْهِ ورحمةُ اللهِ وَبرَكاتُه، اللَّهُمَّ اجْزِهِما عن نَبِيِّهِما وعن الإسلامِ خَيْرًا: {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} (٢٨). اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن قَبْرِ نَبِيِّكَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ومن حَرَمِ مَسْجِدِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

فصل: ولا يُسْتَحَبُّ التَّمَسُّحُ بحَائِطِ قَبْرِ النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ولا تَقْبِيلُه، قال أحمدُ: ما أعْرِفُ هذا. قال الأثْرَمُ: رَأيْتُ أهْلَ العِلْمِ من أهْلِ المَدِينَةِ لا يَمَسُّونَ قَبْرَ النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَقُومُونَ من نَاحِيَةٍ فيُسَلِّمُونَ. قال أبو عبدِ اللهِ: وهكذا كان ابنُ عمرَ يَفْعَلُ. قال: أمَّا المِنْبَرُ فقد جاءَ فيه. يعنى ما رَواهُ إبراهيمُ بن عبدِ الرحمنِ بنِ عبدٍ الْقَارِىُّ (٢٩)، أنَّه نَظَرَ إلى ابْنِ عمرَ، وهو يَضَعُ يَدَهُ على مَقْعَدِ النَّبِىِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من المِنْبَرِ، ثم يَضَعُها على وَجْهِهِ.

فصل: ويُسْتَحَبُّ لِمَن رَجَعَ من الحَجِّ أن يَقُولَ ما رَوَى البُخَارِىُّ (٣٠)، عن عبدِ اللهِ بن عمرَ، أنَّ رسولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إذا قَفَلَ من غَزْوٍ أو حَجٍّ أو عُمْرَةٍ، يُكَبِّرُ على كلِّ شَرَفٍ من الأَرْضِ، ثم يقولُ: "لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ، آيبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ".
---------------
(٢٨) سورة الرعد ٢٤.
(٢٩) نسبة إلى القارة، بطن من العرب، وترجمة إبراهيم فى الأنساب ١٠/ ١٦.
(٣٠) فى: باب ما يقول إذا رجع من الحج أو العمرة أو الغزو، من كتاب العمرة، وفى: باب غزوة الخندق وهى الأحزاب، من كتاب المغازى. صحيح البخارى ٣/ ٨، ٩، ٥/ ١٤٢.
كما أخرجه مسلم، فى: باب ما يقول إذا قفل من سفر الحج وغيره، من كتاب الحج. صحيح مسلم ٢/ ٩٨٠. وأبو داود، فى: باب التكبير على كل شرف فى المسير، من كتاب الجهاد. سنن أبى داود ٢/ ٧٩، ٨٠. والإمام مالك، فى: باب جامع الحج، من كتاب الحج. الموطأ ١/ ٤٢١. والإمام أحمد، فى: المسند ٢/ ٥، ١٠، ١٥، ٦٣، ١٠٥.

الصفحة 468