كتاب محاضرات الشنقيطي

الْبَصِيرُ (١١)}.
٣ - وتقطعوا الطمع في إدراك الكيفية؛ لأن الله يقول: {وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا (١١٠)} (¬١).

[مقارنة بين ما سموه مذهب السلف ومذهب الخلف]
ثم أنا نريد إنهاء البحث بالمقارنة بين ما يسمونه مذهب السلف ومذهب الخلف. وقولهم: إن مذهب السلف أسلم، ومذهب الخلف أحكم وأعلم. فنقول:
أولًا: وصفوا مذهب السلف بأنه أسلم، وهي صيغة تفضيل من السلامة، وما كان يفوق غيره ويفضله في السلامة، فلا شك أنه أعلم منه وأحكم.
ثانيًا: اعلموا أن المؤولين ينطبق عليهم بيت الشافعي رحمه الله:
رامَ نفعًا فضرَّ من غيرِ قصدٍ ... ومن البرِّ ما يكون عقوقا
وإيضاح المقارنة: أن من كان على معتقد السلف الصالح إذا سمع مثلًا قوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} امتلأ قلبه من الإجلال
---------------
(¬١) انقطع التسجيل هنا، وما سيأتي إلى الآخر أثبتناه من بعض طبعات المحاضرة. وهذه المقارنة عقدها المؤلف أيضًا بنحوٍ مما هنا في آخر كتابه "آداب البحث والمناظرة": ٢/ ١٥٨ - ١٦١.

الصفحة 119