كتاب المحرر في علوم القرآن

نظمه في الضبط ذيلاً له أيضاً (¬1)، فجاء بعده مباشرة، قال الخراز في نهاية نظم الرسم:
قد انتهى والحمد لله على ... ما منَّ مِن إنعامه وأكملا
في صفر سنة إحدى عشرة ... من بعد سبعمائة للهجرة
خمسين بيتاً مع أربعمائة ... وأربعاً تبصرة للنشأة
عسى برشدهم به أن أرشدا ... من ظلم الذنب إلى نور الهدى
بجاه سيد الورى (¬2) الشفيع ... محمد ذي المحتِد الرفيع
صلى عليه ربنا عز وجل ... وآله ما لاح نجم أو أفل
ثم تلاه بذيله في الضبط فقال:
هذا تمام نظم رسم الخط ... وها أنا أتبعه بالضبط
كيما يكون جامعاً مفيداً ... على الذي ألفيته معهوداً
مستنبطاً من زمن الخليل ... مشتهراً في أهل هذا الجيل
ولقد حظي نظم الخراز في الضبط بعناية فائقة ممن جاء بعده؛ لما يتميز به من ميزات متعددة، وقد ذكر الدكتور أحمد شرشال محقق كتاب «الطراز في شرح ضبط الخراز» قيمة هذا النظم وأهميته في أربع نقاط (¬3):
1 - أنه بالغ في مدحه والثناء عليه جماعة من علماء الرسم والضبط.
2 - توافرهم على درسه وتدريسه؛ لعنايتهم به.
3 - إقبالهم عليه بالشرح والتعليق والحواشي.
4 - نقلهم عنه وإسنادهم إليه.
¬_________
(¬1) ينظر في هذا: ترجمة الدكتور أحمد شرشال للمؤلف في تقديمه لكتاب «الطراز في شرح ضبط الخراز» (ص97، 98).
(¬2) للعلماء كلام في هذه العبارة، وهي التوسل بجاه النبي صلّى الله عليه وسلّم، ينظر في: «قاعدة التوسل والوسيلة» ضمن المجلد الأول من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن مواضع الكلام على هذه العبارة ما وقع في (ص211) منه.
(¬3) ينظر: قسم الدراسة التي قدَّمها الدكتور أحمد شرشال لكتاب الطراز في «شرح ضبط الخراز» (ص106).

الصفحة 278