كتاب المحرر في علوم القرآن

متخصص بالقراءات، شيخ قراء الديار المصرية في زمنه، كان ضريراً (ت1313هـ)، له كتب كثيرة في القراءات وتحريرها.
وأما كتابه فهو «تحقيق البيان في عدِّ آي القرآن»، وقد اختصره من كتاب «لطائف الإشارات لفنون القراءات» للقسطلاني (ت923هـ)، وقد اختصر منه في هذا الكتاب ثلاث قضايا:
1 - وقت نزول كل سورة، وكونها مكية أو مدنية.
2 - عدد آي كل سورة جملة؛ معزوة إلى أئمة الأمصار باختصار.
3 - رؤوس الآي المختلف فيها والمتفق عليها من أول القرآن إلى آخره (¬1).
السادسة: الفواصل:
أشار الشاطبي (ت590هـ) في «ناظمة الزُّهر» إلى أنَّ الفاصلة هي الكلمة الأخيرة التي تُختم بها الآية؛ كالروي بالنسبة للشعر.
وقال في «ناظمة الزُّهر» ـ ضمن أبيات عن الفواصل ـ:
وها أنا بالتمثيل أُرخي زمامه ... لعلك تمطوها ذلولاً بلا وعر
كما (العالمين) (الدين) بعد (الرحيم) (نسـ ... ـتعين) (عظيم) (يؤمنون) بلا كدر
¬_________
(¬1) أفاده الدكتور إبراهيم الدوسري في كتابه «الإمام المتولي وجهوده في علم القراءات» (ص322 - 323). وقد نبَّه على وقوع وهم عند لجنة التعريف بالمصحف المصري، وتبِعهم على هذا مصحف المدينة النبوية في النسخة الأولى التي كانت لجنتها العلمية برئاسة الأستاذ الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القاري، حيث جعلوا كتابه مصدراً لأخذ أوائل أجزائه ... إلخ، قال: (إلا أن الحداد ـ عفا الله عنه ـ وقع في الوهم حينما ذكر أن من المصادر التي رجع إليها في بيان بدايات الأجزاء والأحزاب كتاب تحقيق البيان للمتولي ... فلقد اطلعت على أكثر من نسخة من تحقيق البيان، فلم أجد فيها بيان الأجزاء والأحزاب، ولو على سبيل الإيماء والإشارة.
وقد تنبَّه لذلك مراجعو مصحف قطر، فلم يذكروا تحقيق البيان ضمن المصادر في بيان الأجزاء والأحزاب) (ص366 - 367).
قلت: وكذا حُذِف من هذه النسخة من مصحف المدينة النبوية الذي عُدِّل فيه الخط، وحُذِف منه الوقوف الممنوع، ورأس لجنته العلمية الدكتور علي بن عبد الرحمن الحذيفي إمام وخطيب الحرم النبوي.

الصفحة 284