كتاب المحرر في علوم القرآن

الصفر المستطيل فوقها، وإن كان حكمها مثل التي بعدها متحرك في أنها تسقط وصلاً وتثبت وقفاً لعدم توهم ثبوتها وصلاً».
التعليق على النص:
في هذا خلاف بين المتقدمين في ضبط هذه الألف من عدمه، وقد ذكر التَّنسي أن المتقدمين لم يجعلوا على ألف (لكنا) دارة لا جملة ولا تفصيلاً (¬1)، لكن مضى عمل المصاحف اليوم على هذا الضبط الذي اختارته لجنة مصحف المدينة النبوية.
3 - قالت اللجنة: «وضع رأس خاء صغيرة بدون نقطة هكذا: «» فوق أي حرف يدل على سكون ذلك الحرف وعلى أنه مظهر بحيث يقرعه اللسان نحو: {مِنْ خَيْرٍ} {أَوَعَظْتَ} {قَدْ سَمِعَ} {نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ} {وَإِذْ صَرَفْنَا}».
التعليق على النص:
ذكرت اللجنة نوعين يقع فيهما وضع علامة السكون:
الأول: الحرف الساكن مطلقاً (¬2)، وقد وقع خلاف في اصطلاح ضبط السكون على مذاهب، فبعضهم يجعلها دائرة صغيرة، وهي الصفر المستدير الذي سبق ذكره، وعلى هذا مصاحف أهل المغرب إلى اليوم.
وبعضهم أخذ بمذهب الخليل وأصحابه، وهو أن تكون علامة السكون رأس الخاء صغيرة، مأخوذة من أول حرف في لفظة (خفيف)، وعلى هذا العمل جرى المصحف المصري ومصحف المدينة النبوية وغيرهما من مصاحف أهل المشرق.
وبعضهم يجعل علامة السكون الهاء، هكذا (هـ).
وبعضهم يُخلي الحرف الساكن من أي علامة، فتعرية الحرف من الحركات دلالة على سكونه (¬3).
¬_________
(¬1) ينظر: الطراز شرح ضبط الخراز (ص412 - 416). ويحسن النظر في تعليقات المحقق، فقد ذكر ما جرى عليه العمل عند المعاصرين في هذه الألف.
(¬2) سيأتي ذكر حالات تعرية الحرف الساكن من علامة السكون.
(¬3) ينظر: الطراز شرح ضبط الخراز (ص94 - 97).

الصفحة 294