كتاب المحرر في علوم القرآن

• الإتباع، وذلك مع باقي الحروف من إدغام وإخفاء وقلب.
وقد ذكر الشارح (التَّنسي) سبب هذا الضبط، فقال: «وعلة ذلك أن حروف الحلق لما بعُدت عن مخرج التنوين الذي هو طرف اللسان كان حكمها عندهنَّ ـ في اللفظ ـ الإظهار، فجاء النقط مشعراً بذلك، إذ تركيب التنوين مع الحركة، إبعاد له عن حروف الحلق، كما كان بعيداً منها لفظاً، ولمَّا لم تَبعُد بقية الحروف عن مخرج التنوين، مثل بُعْدِ حروف الحلق، بل منها ما قرُب جدّاً، ومنها ما قرب فقط؛ كان حكمها عندهنَّ الإدغام في بعض، والإخفاء في بعض، والقلب في بعض، فجاء النقط مشعراً بذلك، إذ إتباع التنوين للحركة تقريب له من تلك الحروف خطاً كما كان قريباً منها لفظاً» (¬1).
وزاد في ضبط الإتباع ضبطُ الحرف الذي بعده، وهو على قسمين:
الأول: أن يكون الحرف الذي بعد تنوين الإتباع مشدَّداً، وهذا يدل على الإدغام الكامل.
الثاني: أن يكون الحرف بعد تنوين الإتباع غير مشدَّدٍ، وهذا يدل على الإدغام الناقص أو الإخفاء.
وقد ذكر الخراز هذا في منظومته، فقال:
والشَّدُّ بَعدُ في هجاء (لم نرا) ... وغيره فعرِّه كيف جرى
وهذا يعني أن الإدغام الكامل يقع في الأحرف الأربعة (لم نر)، وتكون هذه الأحرف مشدَّدةً.
وما سواها من أحرف (يرملون)، وهما الياء والواو، وكذا أحرف الإظهار، وأحرف الإخفاء، وحرف القلب = فإنها تُكتب بحركتها معرَّاة من الشَّدة (¬2).
7 - قالت اللجنة: «ووضع ميم صغيرة هكذا: «م» بدل الحركة الثانية
¬_________
(¬1) الطراز في شرح ضبط الخراز (ص48 - 49).
(¬2) ينظر: الطراز في شرح ضبط الخراز (ص53 - 58).

الصفحة 299