كتاب المحرر في علوم القرآن

أولاً: إلحاق المحذوف في الرسم، وطريقة العلماء في هذا الإلحاق:
المحذوف في الرسم أنواع، وفيه تشعُّبٌ قد يصعب تتبعه على الطالب، ومثله باب الزيادة، فهو وباب الحذف من أوسع أبواب الضبط التي طال كلام الأئمة فيها (¬1).
وقد اكتفت اللجنة بذكر أصل المسألة، وهي (الحذف) المعبَّر عنه بالحروف المتروكة؛ لأن سبيل العلم بتفاصيل ذلك الكتب المعتنية بالضبط.
ويكثر الحذف في حروف المد ـ أو العلة ـ الثلاثة (الألف، والواو والياء)، وقد رتَّبها أبو عمرو الداني (ت444هـ) على ثلاثة أبواب:
الأول: ما اجتمع فيه ألفان، وحذفت إحداهما اختصاراً (¬2).
الثاني: ما اجتمع فيه ياءان، وحذفت إحداهما إيجازاً (¬3).
الثالث: ما اجتمع فيه واوان، وحذفت إحداهما تخفيفاً (¬4).
وهل المحذوف منها الأولى أم الثانية؟
فيه تفصيلات وتعليلات واختيارات يطول ذكرها.
ونتيجتها وضع علامة تدل على هذا المحذوف، فتوضع للألف المتروكة (ا)، وللياء المتروكة (-)، وللواو المتروكة (وا)، وقد ذكر الداني (ت444هـ) في بعض المواضع الاكتفاء بالحركة عن الإلحاق، مثل لفظ (يلوُن)، فقد ذكر الإلحاق وعدم الإلحاق اكتفاءً بالضمة الدالة عليها (¬5).
وهذه الملحقات تكون صغيرةً جدّاً، وهي دالة على المحذوف، وقد كان النُّقاط الذي يكتبون المصاحف يضعونها بالحمرة دلالة على زيادتها على الرسم، «ولكن تعذر على المطابع أول ظهورها، فاكتُفي بتصغيرها
¬_________
(¬1) ينظر التفصيل في باب الحذف: الطراز في شرح ضبط الخراز (ص259 - 332)؛ وفي باب المزيد في الهجاء (ص333 - 427).
(¬2) المحكم في نقط المصاحف (ص153).
(¬3) المحكم في نقط المصاحف (ص165).
(¬4) المحكم في نقط المصاحف (ص168).
(¬5) ينظر: المحكم في نقط المصاحف (ص173)؛ والطراز في شرح ضبط الخراز (ص271).

الصفحة 302