كتاب المنتحل

تلذُّ كأنَّها رَوْحٌ وراحٌ ... تمشَّى في العروقِ وفي العظامِ
ولو أنَّ الكلام غدا جزوراً ... إذاً لذهبت منهُ بالسَّنامُ
يقولُ أميرنا إذ ذاقَ منهُ ... كريق النَّحل أوْ دمع الغمامِ
أهِزَّة منطق كالسّحر لفظاً ... عرتني أم سُقيت منَ المدامِ
القاضي الجرجاني:
ولا ذنب للأفكارِ أنت تركتها ... إذا احتشدتْ لم تنتفع باحتشادها
سبقتَ بأفراد المعاني وألَّفتْ ... خواطرك الألفاظ بعد شِرادها
فإن نحنُ حاولنا اختراعَ بديعةٍ ... حصلنا على مسروقها ومُعادها
وله أيضاً:
وكنت متى أشحذْ بذكرك خاطري ... يقمْ لي على ما في النّفوسِ دليلُ
وكنتُ متى أقرأ كتابك أعترفْ ... بأنَّ الحروفَ الماثلاتِ عقولُ
الصاحب بن عباد:
بالله قلْ لي أقرطاسٌ تخطُّ بهِ ... من حلةٍ هو أم ألبستهُ حللا
بالله لفظك هذا سال من عسلٍ ... أم قدْ صببتَ على أفواهِنا عسلا
وله أيضاً:
أتتني بالأمسِ أبياتهُ ... تعلِّل رُوحي برَوح الجنانِ
كبُرْد الشَّبابِ وبَرد الشَّرابِ ... وظلّ الأمانِ ونيل الأماني
وعهد الصِّبا ونسيم الصَّبا ... وصفو الدّنان ورجع القيانِ

الصفحة 14