كتاب المنتحل

فضضت ختامه فتبلجلتْ لي ... غرائبه عن الخبرِ الجليِّ
وكانَ أغضَّ في عيني وأندى ... على كبدي منَ الزَّهر الجنيِّ
وأحسن موقعاً عندي ومنِّي ... منَ البشرى أتتْ بعد النعيِّ
وضُمّن صدره ما لم تضمَّن ... صدورُ الغانيات من الحليِّ
فكائن فيه من معنى خطير ... وكائن فيه من لفظ بهيِّ
كتبت به بلا لفظ كريهٍ ... على أُذن ولا خطٍّ قميِّ
لإنْ غرَّبتها في الأرضِ بكراً ... لقد زُفَّت على سمعٍ كفيِّ
فإن تكُ من هداياك الصفايا ... فرُبَّ هدية لك كالهديِّ
وله أيضاً:
خذها مثقّفة القوافي ربها ... لسوابغ النعماءِ غير كنودِ
كالدّرِّ والمرجان أُلِّف نظمه ... بالشذْر في عنقِ الفتاة الرودِ
كشُقيقة البرد المنمنم وشيها ... في أرض مَهرة أوْ بلاد تَزيدِ

الصفحة 19