كتاب المنتحل

أهلاً بأشرف أوبةٍ وأجلّها ... لأجلِّ ذي قدمٍ يُلاذُ بنعلها
فرشت لك الترب التي باشرتها ... بشفاهها من كهلها أو طفلها
وإذا تذللت الرِّقاب تقرُّباً ... منها إليك فعزُّها في ذلّها
وقال أيضاً:
أسيدنا هنّئت نُعماك بالفطرِ ... ووقّيت ما تخشاهُ من نوَب الدَّهرِ
مضى الصَّومُ قد وفَّيتهُ حقَّ نسكه ... ووفَّاك مكتوب المثوبة والأجرِ
كلفت بذكر الله فيه فلا تزل ... من الله فيما ترتجيهِ على ذكرِ
هجرت هجود اللَّيل فيه تهجُّداً ... وصبراً على طول القراءة للفجرِ
فلو نطقتْ أيَّامه باعتقادها ... لنادتك لفظاً بالدّعاءِ وبالشكرِ
فعادَ إليك الفطر حتَّى تمله ... بأقصر يوم طابَ في أطول العمرِ
وقال أيضاً:
يصومُ الوزيرُ الدَّهرَ عن كلِّ منكرٍ ... وليس لهذا الصَّوم عيدٌ ولا فطر
فأكرمْ به من صائم مفطر معاً ... توافي لديه الأكل والأجر والشُّكرِ
وقال أيضاً:
يا سيّداً أضحى الزَّما ... نُ بأسرهِ منهُ ربيعا
أيَّامُ دهرك لم تزلْ ... للنَّاسِ أعياداً جميعا
حتَّى لأوشك بيننا ... عيد الحقيقة أنْ يضيعا
فاسلمْ لنا ما أشرقت ... شمسٌ على أُفق طلوعا

الصفحة 35