كتاب المنتحل

داما بعيش طيّب وبنعمةٍ ... يوفي على ماضيهما استقبالُ
وقال ابن نباتة السعدي:
يا أيُّها الملك الذي أخلاقه ... من خَلقه ورُواؤه من رائهِ
قد جاءنا الطِّرف الذي أهديته ... هاديه يعقد أرضه بسمائهِ
وقال الصاحب بن عباد:
هذي المكارم والعلياءُ تفتخرُ ... بيوم مأثرة ساعاتهُ غررُ
يوم تبسَّم عنهُ الدَّهر واجتمعتْ ... له السُّعود وأغضت دونه الغِيرُ
حتَّى كأنَّا نرى في كلِّ مُلتفتٍ ... روضاً تفتَّح في أثنائه الزهرُ
لمَّا تجلَّى عن الآمالِ مُشرقةً ... قالَ العلى بك أستعلي وأقتدرُ
وافى على غير مِيعادٍ يُبشِّرنا ... بأن ستتبعهُ أمثالهُ الأُخرُ
أهنأ المسرَّات ما جاءت مفاجأةً ... وما تناجتْ بها الألفاظُ والفكرُ
لو أنَّ بشرى تلقّتها بموردها ... لأقبلتْ نحوها الأرواحُ تبتدرُ
وما تعنَّف من يسخو بمهجته ... فإن يومك هذا وحده عمًرُ
فما غدوت وما للعين منقلبٌ ... إلاَّ إلى منظر يبهى ويحتبِرُ
ثنتْ مهابتكَ الأبصار حاسرةً ... حتَّى تبين في ألحاظها خزَرُ
إذا تأمَّلتهم غضُّوا وإنْ نظروا ... خلال ذاك فأدنى لفتةٍ نظروا
في ملبس ما رأته عينُ معترض ... فشكَّ في أنَّه أخلاقك الزُّهرُ
ألبسته منك نوراً يستضاءُ بهِ ... كما أضاءَ ضواحي مزنه القمرُ

الصفحة 38