كتاب المنتحل

سلامَ الله صلِّ على جوادٍ ... إذا جارى حوى قصب السِّباقِ
سما للمجد مبيضَّ الأيادي ... فسيحَ الظلّ ممدود الرّواقِ
فلمْ تبعد عليهِ له أقاصٍ ... ولم يصعبْ عليهِ له مراقي
وقفتُ عليه ودّاً مستكناً ... تمكن في الشّغاف وفي الصّفاقِ
وقال علي بن الرومي:
وماذا يُعيب المرءَ من مدح نفسه ... إذا لم يكنْ في فعله بكذوبِ
وقال أيضاً:
يدُ الله يا آل الفرات عليكمُ ... وأيديكمُ بالعُرف مُنهمراتُ
إذا افتخرَ السَّاداتُ يوماً سكتُّمُ ... ولم تسكت الأعلام والأمَراتُ
فلو نزلت بعد النّبيّين سورةٌ ... إذاً أنزلتْ في مدحكم سوراتُ
أمِنت ولو غاض الفرات من الصَّدا ... لأنَّك لي يا ابن الفرات فراتُ
وُزنتم على أكفائكم فرجحتمُ ... وهل تستوي الآلاف والعشراتُ
وقال أيضاً:
لا عيب في نُعماه إلاَّ أنَّها ... للخاطبين وغيرهم تتبرَّجُ
لو أنَّها تصفو لنا وتعمُّنا ... حقا لخيل أنَّنا نتدحرج
وقال أيضاً:
أما الزَّمانُ إلى سِلمي فقد جنحا ... وعادَ معتذراً من كلِّ ما اجترحا
وليس ذلك صنعي بل بصنع فتًى ... ما زالَ يُدني بلطف الرَّدِّ ما نزحا

الصفحة 48