كتاب المنتحل

ومبجلٍ وسط الرِّجال خفوفهم ... لقيامهِ وقيامهمْ لقعودهِ
الدَّهر يضحك عن بشاشة وجههِ ... والعيش يرطُب من نضارة عودهِ
نعتدُّه ذُخر العلى وعَتادها ... ونراهُ من كرم الزَّمان وجودهِ
وقال أيضاً:
شرفٌ تتابعَ كابراً عن كابرٍ ... كالرُّمحِ أُنبوباً على أُنبوبِ
وأرى النّجابة لا يكونُ تمامها ... لنجيب قوم ليس بابن نجيبِ
وقال علي بن الرومي:
متى جئتَهُ عن موعدٍ وفجأته ... تهلَّل بدرٌ واستهلَّ غمامُ
وقال أشجع السلمي:
ماذا على مادحٍ يُثني عليك فقدْ ... ناجاكَ بالوحيِ تقديسٌ وتطهيرُ
وقال العتَّابي:
صادفتُ منهُ بليغاً في مواهبهِ ... تُعطي يداهُ تفاريق الغنى جُملا
وقال أحمد بن أبي طاهر:
ولمَّا رأى الدُّنيا تُنغّص مرَّةً ... وتنفكُّ أُخرى فهي نكثٌ مريرها
تجافى عن الدُّنيا وقدْ فتقتْ لهُ ... خواطرها واستقبلتهُ أُمورها
وقال أيضاً:
لهُ الحمد من أموالهِ ولنا الغنى ... وليسَ علينا ما ينوبُ من الدَّهرِ
إذا ما أتاهُ السَّائلونَ توقَّدتْ ... عليه مصابيحُ الطَّلاقةِ والبشرِ

الصفحة 52