كتاب المنتحل

لهُ في ذوي المعروف نُعمى كأنَّها ... مواقعُ ماءِ المزنِ في البلدِ القفرِ
وقال آخر:
مدحتُك فالتامتْ قلائد لم يفز ... بأمثالها الصّيدُ الكرام الأعاظمُ
لأنَّك بحرٌ والمعاني لآلئٌ ... وطبعيَ غوَّاص وقوليَ ناظمُ
وقال آخر:
فرُواؤه ملءُ العيونِ وفضلهُ ... ملءُ القلوبِ وسيبهُ ملءُ اليدِ
وقال آخر:
أفعالهُ غررٌ أقواله سورٌ ... أقلامهُ قضبٌ آراؤهُ شهبُ
وقال آخر:
ملك يُفيض على العفاةِ سجاله ... وعلى العصاة بسطوه التَّسجيلا
وإذا حباكَ بغرَّةٍ من مالهِ ... ثنَّى وأعقبَ غرَّة تحجيلا
وقال آخر:
لا تحقرنَّ بمدحة من خادمٍ ... وافاكَ يقصرُ عن مدك مديحهُ
للظفر وهو أخسُّ أجزاء الفتى ... حكٌّ يكونُ بجسمهِ فيريحهُ
وقال آخر:
لئنْ تنقَّلتَ من دارٍ إلى دارِ ... وصرتَ بعد ثواءٍ رَهن أسفارِ
فالحرّ حرٌّ عزيز النَّفس أين ثوى ... والشَّمس في كلِّ برج ذاتُ أنوارِ
وقال علي بن الرومي:
سالكاً فجَّ المعالي وحدهُ ... حينَ لا يوحشه طولُ انفرادِ

الصفحة 53