كتاب المنتحل

أرسلتُ نفسي على سجيَّتها ... وقلتُ ما شئتُ غيرَ محتشمِ
وقال آخر:
أيفوتني ما أرتجي ... هِ وأنتَ لي فيهِ ذَريعهْ
ما كنتَ أنتَ وسيلتي ... فيهِ فقرضٌ أو وَديعهْ
وأعدُّ ذلكَ منْ سَرَا ... بك كالسَّرابِ جرى بَقيعهْ
فاعزمْ فإنَّك كالحسا ... مِ سطت بهِ كفٌّ سريعهْ
وقال بكر بن النطاح:
أقولُ للدَّهرِ وقد عضَّني ... فوهُ بأنيابٍ وأضراسِ
يا دهرُ إن أبقيتَ لي مالكاً ... فاذهبْ بمنْ شئتَ منَ النَّاسِ
وقال آخر:
وبالنَّاس عاشَ النَّاسُ قدماً ولم يزلْ ... منَ النَّاسِ مرغوبٌ إليه وراغبُ
وقال آخر:
وكمْ صاحبٍ قد جلَّ عن قدرِ صاحبٍ ... فألقى لهُ الأسبابَ فارتقيا معا
وقال البحتري:
وكنتُ إذا مارستُ عندك حاجةً ... على نكدِ الأيَّامِ هانَ علاجُها
فإن تُلحق النُّعمى بنُعمى فإنَّهُ ... يزين الآلي في النّظام ازدواجُها
هيَ الرَّاحُ تمت في صفاءٍ ورقَّةٍ ... فلم يبقَ للمصبوحِ إلاَّ مزاجُها
وقال آخر:
أهزُّك لا أنِّي عرفتُك ناسياً ... لأمرِ ولا أنِّي أردتُ التّقاضيا
ولكنْ رأيتُ السَّيف من بعد سلّه ... إلى الهزّ محتاجاً وإن كانَ ماضيا
وقال محمد بن أبي زرعة الدمشقي:

الصفحة 68